للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقوله: «تزوجوا الودود الولود … » الحديث (١).

فسوداءُ وَلُودٌ خَيرٌ مِنْ بيضاءَ عقيمٍ، والأبكار أعذب أفواهًا، وأنتق (٢) أرحامًا، وأرضى باليسير، وكذلك ينبغي للمراة أن تختار الرجل الصالح، فإن أحبها أكرمها، وإن أبغضها لم يظلمها.

ولا يزوج الرجل ابنته الصغيرة للشيخ الكبير، ولا لرجل دميم؛ لأن نفس الشابة لا تحبهما، ولا يقيم الإنسان مع من يكرهه إلا أن يكون صالحًا راضيًا بما قسم الله تعالى له، كما قيل: إن رجلًا تزوج، فلما خلا بزوجته ما أعجبته، فانعزل عنها، فلما أراد الخروج إلى الصلاة صلاة الصبح تعلقت به، وقالت: أنت (٣) لما أردت زواجي ما استخرت الله تعالى؟ قال: بلى (٤). قالت: فالله سبحانه اختارني لك، أما ترضى أنت بذلك؟ فقال: رضيت. وواقعها (٥)، فجاءت بولدٍ، وهو مالك بن أنسٍ، صاحب المذهب .

ولا يزوِّجُ الإنسان ابنتَه أو كريمته من فاسق.

قال بعض الصحابة: من زوَّج كريمته لشارب خمر؛ فكأنما ساقها للزِّنى.

وقال الشعبي: من زوج كريمته لفاسق فقد قطع رحمها (٦).

ومن السنة أن لا تؤخَّر المخطوبة البالغة إذا خطبها الكفؤ، وهو المسلم التقي القادر على الكسوة والنفقة؛ لأن الزواج ستر للنساء والبنات، وللتأخير آفات.


(١) سبق تخريجه.
(٢) نتقت المرأة والناقة تنتق نتوقًا، وهي ناتق ومنتاق كثر ولدها، والناتق والمنتاق الكثيرة الأولاد، ويقال للمرأَة: ناتق؛ لأنها ترمي بالأولاد رميًا، والنتق الرمي والنفض. «لسان العرب» مادة: نتق.
(٣) في (خ): (وقالت البنتُ).
(٤) في (ق): نعم.
(٥) في (خ): فرضي وتزوجها.
(٦) أخرجه ابن حبان في «الثقات» ٨/ ٢٣٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>