للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الجنة، فسبقني إليها، فقلت: بماذا سبقني؟ فقيل لي: كان له ثوب واحد ولك ثوبان (١).

وإذا رزقك الله تعالى كسرة يابسةً، فاشكره الذي يبَّس كسرتك، ولين قلبك.

وفي الخبر: يقول الله تعالى في بعض كتبه المنزلة: يا عبدي، إذا سقت لك كسرة تسد جوعتك، وخرقة تواري عورتك، وجعلت الحساب على غيرك، فما اصطنعت معك إلا معروفًا (٢).

قال ابن السمَّاك: غنيمة المؤمن ما فاته من الدنيا (٣).

وقال يحيى بن معاذ: العاقل المصيب من ترك الدنيا قبل أن تتركه، وبنى قبره قبل أن يدخله، وأرضى خالقه قبل أن يلقاه (٤).

وقال الحسن البصري: المؤمن في الدنيا كالغريب، لا يجزع من ذُلِّها، ولا ينافس في عزها، للناس حال وله حال (٥).

وبذلك وصَّى الحبيبُ: «كُنْ في الدنيا كأنك غريب» (٦).


(١) ذكره القشيري في «رسالته» بهذا اللفظ: وقال بعضهم: رأيت كأنَّ القيامة قد قامت، وقيل: أدخلوا مالك بن دينار، ومحمد بن واسع الجنة! فنظرت أيهما يتقدم، فتقدم محمد بن واسع، فسألت عن سبب تقدمه، فقيل لي: إنه كان له قميص واحد، ولمالك قميصان.
ومحمد بن واسع بن جابر بن الأخنس الأزدي البصري العابد، الإمام الرباني القدوة، أحد الأعلام، توفي سنة (١٢٣ هـ) رحمه الله تعالى.
(٢) لم أقف عليه.
(٣) لم أقف عليه. وابن السمَّاك هو الزاهد القدوة أبو العباس محمد بن صَبيح العجلي الكوفي (ت: ١٨٣) رحمه الله تعالى.
(٤) ذكره ابن الجوزي في «صفة الصفوة» ٤/ ٩٤.
(٥) أخرجه ابن أبي شيبة في «مصنفه» (٣٦٣٥٨)، وأحمد في «الزهد» ١/ ٢٦٢.
(٦) وفي (ق): (وصَّى الحبيب لأبي الدرداء)، ولم أجده من حديث أبي الدرداء، وأخرجه أحمد في «مسنده» ٢/ ٢٤ (٤٧٦٤)، والبخاري في «صحيحه» (٦٤١٦)، وابن ماجه في «سننه» (٤١١٤)، والترمذي في «جامعه» (٢٣٣٣)، والطبراني في «المعجم الكبير» ١٢/ ٣٩٨ (١٣٤٧٠)، والبيهقي في «السنن الكبرى» ٣/ ٣٦٩ من حديث عبد الله بن عمر .

<<  <  ج: ص:  >  >>