للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال : «إن الله يحمي وليَّه من الدنيا، كما يحمي أحدكم مريضه أو سقيمه من الطعام والشراب» (١).


=فقال : «استعد للفقر»، فقال إني أحب الله تعالى. فقال: «استعد للبلاء». وقال العراقي في «تخريجه» (٤١١٩): أخرجه الترمذي من حديث عبد الله بن مغفَّل بلفظ: «فأعدَّ للفقر تجفافًا» دون آخر الحديث. وقال: حسن غريب.
وحديث الترمذي (٢٤٦٨): عن عبد الله بن مغفل قال: قال رجل للنبي : يا رسول الله: والله إني لأحبك! فقال له: «انظر ما تقول؟» قال: والله إني لأحبك! ثلاث مرات، قال: «إن كنت تحبُّني فأعدَّ للفقر تجفافًا، فإن الفقر أسرع إلى من يحبُّني من السيل إلى منتهاه».
وأخرج البزار في «مسنده» (كشف الأستار: ٣٥٩٥) من حديث أنس ، قال: أتى النبي رجل، فقال: إني أحبك. قال: «استعدَّ للفاقة».
قال الألباني في «الصحيحة» (٢٨٢٧): وهذا إسناد جيد رجاله ثقات معروفون غير بكر بن سليم، ذكره ابن حبان في «الثقات»، وقد روى عنه خمسة من الثقات، فهو صدوق كما قال في «الكاشف». وله شاهد من حديث أبي ذر : أنه أتى النبي فقال: إني أحبكم أهل البيت. فقال له النبي : «آلله؟» قال: آلله. قال: «فأعدَّ للفقر تجفافًا، فإن الفقر أسرع إلى من يحبنا من السيل من أعلى الأكمة إلى أسفلها».
أخرجه الحاكم ٤/ ٣٣١، وقال: صحيح على شرط الشيخين. ووافقه الذهبي. وأقول إنما هو صحيح فقط، وللحديث شاهد من حديث عبد الله بن مغفَّل كنت خرجته في «الضعيفة» (١٦٨١) قبل الوقوف على هذين الحديثين، ويعود الفضل في ذلك إلى أحد طلاب العلم السعوديين جزاه الله خيرًا في كتيب له كان أرسله إلي، ثم بلغني أنه توفي فجأة رحمه الله تعالى. وللشطر الثاني من حديث أبي ذر شاهد من حديث أبي سعيد الخدري: أنه شكا إلى رسول الله حاجته، فقال رسول الله : «اصبر أبا سعيد! فإن الفقر إلى من يحبني منكم أسرع من السيل على أعلى الوادي، ومن أعلى الجبل إلى أسفله».
أخرجه أحمد ٣/ ٤٢ وفي إسناده أحد المجهولين، فهو علة هذا الإسناد. لكن للحديث شاهد من حديث عبد الله بن مغفل كما سلف.
(١) أخرجه الترمذي (٢٠٣٦) عن محمود بن لبيد، عن قتادة بن النعمان، أن رسول الله قال: «إذا أحب الله عبدًا حماه الدنيا، كما يظل أحدكم يحمي سقيمه الماء».
قال أبو عيسى الترمذي: وهذا حديث حسن غريب، وقد روي هذا الحديث، عن محمود بن لبيد، عن النبي ، مرسلًا.
أخرجه أحمد ٥/ ٤٢٧، والترمذي (٢٠٣٦)، عن محمود بن لبيد: أن رسول الله =

<<  <  ج: ص:  >  >>