للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويخَفَّف عن والديه العذابُ، ولو كانا مشركينَ» (١).

ومن السنة أن يميز القارئ من بين أشكاله وأمثاله وأخلاقه وأفعاله، بحمل الأذى وترك الردى، ووجود الراحة.

وكان القارئ يعرف بين الصحابة بصفرة لونه، ونحول جسمه، وكثرة بكائه، يبكي إذا الناس يضحكون، ويحزن إذا الناس يفرحون، ويصوم إذا الناس يفطرون، للناس حالٌ وله حالٌ (٢).

ومن أدب القراءة أن يتخلَّل القارئ ويستاك، ويتجمل بثيابه ويتطيب، ويستقبل القبلة، ولا يقرأ متكئًا ولا مستندًا، ولا ممدود الرجل، ويمسك عن القراءة إذا تثاءب، وإذا بدأ بقراءة سورة لم يقطعها حتى يختمها، ولتكن أطرافه وسماعه عند القراءة ساكنة، لا يضرب فخذه، ولا يمزق ثوبه، ولا


(١) علَّقه بهذا اللفظ أبو الليث السمرقندي في «تنبيه الغافلين» ١٥٠، فقال: وروى يزيد بن أبي حبيب، عن النبي أنه قال: .. فذكره. وهذا مرسلٌ ضعيف، إن صحَّ الإسناد إلى يزيد بن أبي حبيب، فإنه ثقة فاضل من صغار التابعين، لكني لم أجده مسندًا، وأصله ما أخرجه ابن حبان في «المجروحين» ٢/ ٣١٠، من طريق محمد بن المهاجر، عن أبي معاوية، عن عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر، قال: قال رسول الله : «من حفظ القرآن نظرًا خفف عن أبويه العذاب وإن كانا كافرين».
قال ابن حبان: محمد بن المهاجر: يضع الحديث على الثقات، ويقلب الأسانيد على الأثبات، ويزيد في الأخبار الصحاح ألفاظًا زيادة ليس في الحديث.
وقال الذهبي في «الميزان» (٨٢١٨): محمد بن مهاجر، شيخ متأخر وضَّاع. هو الطالقاني. يعرف بأخي حنيف. يروى عن أبي معاوية وغيره. كذَّبه صالح جزرة وغيره.
وذكره ابن الجوزي في «الموضوعات» ١/ ٢٥٤، والذهبي في «تلخيص كتاب الموضوعات» (١٥٤)، والسيوطي في «اللآلئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة» ١/ ٢٢٣، وابن عراق في «تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأحاديث الشنيعة الموضوعة» ١/ ٢٩٢. (ت)
(٢) في هذه الأوصاف بعض المبالغة، وإنما ظهرت هذه الأحوال فيمن هم بعد الصحابة، وأظهر ما تكون في الخوارج المارقة العُبَّاد القُرَّاء الذين قاتلهم الصحابة تنفيذًا لأمر النبي . (ت)

<<  <  ج: ص:  >  >>