للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حديث آخر: «فضل القرآن على سائر الكلام كفضل الله على خلقه» (١).

وهو حبل الله المتين لا تنقضي عجائبه، ولا تحصى غرائبه: من قال به صدق، ومن عمل به أجر. ومن حكم به عدل، ومن اعتصم به هدي إلى صراط مستقيم، ومن سنة القراءة أن يكون عزم القارئ إيناس وحشة البلوى، وجلاء كربة الدنيا، والشوق للقاء المولى، ومعرفة أحكام العبودية، وضبط آداب الخدمة، فمن قرأه كذلك كان إمامه وشفيعه وحجة له، ومن أعرض عن هذه المواجب وتركه خلفه ساقه إلى النار؛ وكان حجة عليه يوم يوقفه الحق بين يديه؛ لأن القرآن العظيم لم ينزل إلا لتدبر آياته ومعانيه، والعمل بجميع ما فيه.

قال قتادة : لم يجالس هذا القرآن أحدٌ إلا قام عنه بزيادة أو نقصان، قضى الله قضاءً: جعله شفاء ورحمة للمؤمنين، ولا يزيد الظالمين إلا خسارًا (٢).

وفي الحديث: «إن الماهر بالقرآن مع الكرام البررة، ومن قرأه وهو عليه شاق فله أجران» (٣) وَ: «مَنْ استظْهَرَ القرآنَ منزلتُه في أعلى الجِنان،


(١) أخرجه البيهقي في «شعب الإيمان» (٢٠١٥)، وعبد الله ابن أحمد في «السنة» (١٢٨) من حديث أبي سعيد. والبيهقي في «شعب الإيمان» (٢٢٠٨)، وفي «الأسماء والصفات» (٤٩٤)، وعبد الله ابن أحمد في «السنة» (١٢٩) من حديث أبي هريرة.
قال البيهقي: تفرد به عمر الأبح، وليس بالقوي. وقال الألباني في «الضعيفة» (١٣٣٤): ضعيف.
(٢) أخرجه ابن المبارك في «الزهد» (٧٨٨)، والبغوي في «تفسيره» ٥/ ١٢٣، وفي «شرح السنة» ٤/ ٤٣٧.
(٣) أخرجه أحمد في «مسنده» ٦/ ٤٨ (٢٤٢١١)، والدارمي في «سننه» (٣٣٦٨)، والبخاري في «صحيحه» (٤٩٣٧)، ومسلم في «صحيحه» (٧٩٨) (٢٤٤)، وأبو داود في «سننه» (١٤٥٤)، وابن ماجه في «سننه» (٣٧٧٩)، والترمذي في «جامعه» (٢٩٠٤)، والنسائي في «الكبرى» (٨٠٤٥)؛ من حديث عائشة .

<<  <  ج: ص:  >  >>