للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وتوجّه إلى إسطنبول من أيام السلطان سليم شاه، فلما مات وولى ولده السلطان سليمان أذن للأسراء بالعود إلى مصر، فعدّ ذلك من جملة محاسنه وعدله وفعله الحسن.

فحضر صحبة الأمير جانم الحمزاوى الشرفى يونس بن الأتابكى سودون العجمى، والشمسى محمد بن القاضى صلاح الدين بن الجيعان، والزينى عبد القادر بن القاضى بركات بن قريميط أحد كتّاب المماليك، والقاضى كريم الدين عبد الكريم بن إسرائيل، والقاضى كريم الدين المجولى، وسعد الدين بن جلال الدين أحد كتّاب المماليك، وأولاد المستوفى سعد الدين وأخوه بركات، وكمال الدين العايق مباشر أمير آخور كبير، وشهاب الدين أحمد بن أخى الأستادار يونس النابلسى، والحاج بدر العادلى المهتار، وآخرون ممن كان بإسطنبول ممن أسر من أهل مصر.

واستمرّ ملك الأمراء فى هذا الموكب الحافل حتى دخل الميدان الذى تحت القلعة، وقد طلع من على التبانة من على مدرسة السلطان حسن، وقد شاهدت هذا الموكب بالمعاينة وكان من المواكب المشهودة الجليلة، فلما استقرّ ملك الأمراء بالقلعة أخلع على الأمير على العثمانى والأمير نصوح والأمير خير الدين نائب القلعة والأمير شيخ، وأخلع على القاضى زين الدين بركات بن موسى المحتسب قفطان مخمل، كون أنه مشى قدّامه بالعصا من باب النصر إلى القلعة، وكون أنه مدّ للأمير جانم الحمزاوى عند ملاقاته مدّات حافلة فى بلبيس وفى الخانكاه وغير ذلك من الأماكن، وألبسه الأمير جانم فى ذلك اليوم قفطانا أيضا. وفى هذه الواقعة يقول الأديب البارع الفاضل ناصر الدين محمد بن قانصوه من صادق، وأجاد بقوله حيث قال:

أهلا بمن عنه التواضع راوى … شرفا ومنه الجود جودا راوى

شرفا تخرّ له الرءوس لكونه … شرفا علوّ الفرقدين يساوى

يا مرحبا من قادم أعنى به ال … مولى المفدّا جانم الحمزاوى

من جاء مصر بخلعة عزّا حوت … والعزّ من ذى الملك فخرا حاوى

شرف من إسطنبول معه بها أتى … منه لخير بك وخيرا ناوى

لله ذاك اليوم وهو بها يرى … وسلامه داء القلوب يداوى