للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الحنبلى الفتوحى، ولاقته الأمراء العثمانية وهم الأمير على والأمير خير الدين نائب القلعة والأمير نصوح والأمير شيخ، وغير ذلك من الأمراء العثمانية، وخرج إليه طائفة الأصبهانية وأمرائها، والكواخى من أغوات الأنكشارية، ومشت قدّامه الأنكشارية قاطبة والكمولية قاطبة وهم يرمون بالنفوط، ولاقاه أعيان الشرقية وهم الأمير أحمد بن بقر أمير طائفة جذام وأمير الرايتين وولده الجذامى، ومشايخ عربان الغربية وهم حسام الدين بن بغداد من مشايخ عربان الغربية، وشيخ العرب واصل (١) بن الأحدب أمير هوارة، وشيخ العرب إسمعيل بن أخى الجويلى (٢) وشيخ العرب خريبش، وآخرون من مشايخ عربان الشرقية والغربية، ومشت قدّامه النصارى بالشموع الموقدة، ودخل الأمير جانم الحمزاوى وعليه خلعة السلطان سليمان بن عثمان وهى مخمل مذهب.

فلما دخل من باب النصر نزل القاضى بركات بن موسى عن فرسه ومشى بالعصا قدّام ملك الأمراء من باب النصر إلى أن طلع إلى القلعة، وكذلك الجمالى يوسف نقيب الجيش، ولاقته الشعراء بالدفّ والشبابة السلطانية، فلما وصل إلى المدرسة الناصرية نثر عليه الحلوانى الذى هناك شيئا من الفضة فقال له ملك الأمراء: نعمة، نعمة، كثّر الله خيرك. فلما وصل إلى باب سوق الورّاقين أطلقوا له مجامر البخور بالعود القمارى، وتركّزت (٣) له الطبول والزمور والمغانى النساء فى عدة أماكن فى القاهرة، وانطلقت له النساء بالزغاريت من الطيقان، ووقدت له الشموع على عدّة دكاكين، ولا سيما تجار الورّاقين فإنهم أوقدوا له موكبيات شمع كبار، وصار ملك الأمراء يسلّم على الناس لما يمرّ عليهم يمينا وشمالا، فارتفعت له الأصوات بالدعاء من الناس قاطبة. وكان الأمير جانم الحمزاوى قدّامه وعليه خلعة السلطان سليمان، وعن يمينه الأمير قايتباى الدوادار، وعن يساره الأمير أرزمك الناشف، وأعيان المباشرين قدّامه.

ودخل صحبة الأمير جانم الحمزاوى جماعة من الأعيان ممن كان أسر من مصر


(١) واصل: وواصل.
(٢) الجويلى: الجولى:
(٣) وتركزت: وتركز.