للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وجلال الدين بن الشبراوى، وآخرون من المباشرين الذين (١) هناك. فلما بلغ الخندكار تسحّبهم من إسطنبول شقّ عليه ذلك وأرسل خلفهم ستين شاويشيا فقبضوا عليهم من أثناء (٢) الطريق ووضعوهم فى الحديد، وقاسوا من البهدلة والإخراق بهم ما لا يمكن شرحه، ودخلوا بهم إلى إسطنبول وهم مشاة فى الحديد ثم سجنوهم، ولا يعلم ما جرى لهم من بعد ذلك.

وفيه قدمت الأخبار من بلاد المغرب بأن توجّهوا إلى مدينة جربة، وهى من أجلّ مدائن المغرب، جماعة من ملوك الفرنج وحاربوا من بها من ملوك المغرب (٣)، فكان بين الفريقين وقعة مهولة قتل بها من العسكرين نحو ثلاثين ألفا، وكانت النصرة لصاحب جربة على ملوك الفرنج وغنموا منهم أشياء كثيرة. - وفى يوم السبت عشرينه أخلع ملك الأمراء على ثقبة بن الشريف بركات أمير مكة، وأخلع على صهره عرار، وأذن لهما بالعود إلى بلادهما، فكان لهما موكب حفل لما شقّوا من القاهرة وصحبتهما الأمراء الجراكسة والأمراء العثمانية والجمّ الغفير من الأنكشارية يرمون بالنفوط. وكان يوما مشهودا. - وفى يوم الثلاثاء ثالث عشرينه كان ختان ابن قاضى القضاة الحنبلى شهاب الدين الفتوحى المعروف بابن النجار، فكان له زفّة حافلة مشى فيها جماعة من الأعيان، لكن تقصر أوصافها عن زفّة ابن قاضى القضاة محيى الدين الدميرى المالكى، وأين الحسام من المنجلى.

ومن الحوادث الشنيعة أن شخصا يقال له يحيى بن مثرى البرددار له ابنة صغيرة لها من العمر نحو سبع سنين، وكان أبوها ساكنا فى المراغة بالقرب من مزار السيدة نفيسة ، وكان على رأس تلك البنت كوفية ذهب فوقفت تلعب مع الصغار فى الحارة، وكان لهم جار صبى أمرد يعمل صنعة القمريات، فلعبت عينه على الكوفية الذهب التى على رأس البنت، فلعب بعقلها وقال لها: أمّكى فى السيدة نفيسة وأرسلت تطلبكى إلى هناك. فمضت معه، وأخذ صحبته عبدا أسود. فلما مضوا توجّهوا بتلك البنت إلى تربة خراب خلف مزار السيدة نفيسة، فذبحوها هناك هو والعبد الذى


(١) الذين. الذى.
(٢) أثناء: اثنان.
(٣) ملوك المغرب: ملوك الغرب.