للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

من ذلك بعشرة أصابع.

وفى يوم الخميس سادسه رسم ملك الأمراء بشنق شخص من أعيان الأصبهانية، وكان من كبار المفسدين، يخطف النساء والمرد والعمائم [فى] الظهر الأحمر ولا يجد من يردّه عن ذلك، فلما كثرت فيه الشكاوى تعصّب على شنقه قرا موسى أحد أمراء ابن عثمان، وقام فى ذلك غاية القيام وأغلظ على ملك الأمراء فى القول، وقال له:

الخندكار ما يرى بشئ من ذلك. فلما شنق عزّ ذلك على الأصبهانية وتأسّفوا عليه وأنزلوه (١) من المشنقة وغسّلوه وكفّنوه ودفنوه. وقيل شنق معه فى ذلك اليوم اثنان من الأصبهانية كانا من كبار المفسدين، وهما الذين توجّهوا إلى بيت شاد البرلس ونهبوا ما فيه وسبوا حريمه، ولم يكن له ذنب يوجب ذلك، وقدم القول على هذه الواقعة. - وفى يوم الثلاثاء ثانى عشره خرج قاسم الشروانى الذى كان نائب جدّة وعزل عنها، وجرى عليه شدائد ومحنا وسجنه ملك الأمراء بالعرقانة وقيّده، ثم إن الخندكار ابن عثمان أرسل طلبه، فتوجّه إلى إسطنبول وسافر إليها فى ذلك اليوم.

ومن الحوادث فى هذا الشهر أن ملك الأمراء تكلم مع القضاة الأربعة بأن يخفّوا من نوّابهم، وأغلظ عليهم فى القول، فاقتصر قاضى القضاة الشافعى على خمسة عشر نائبا. وأما القاضى الحنفى فإنه عزل نوابه كلها واقتصر على اثنين، وهما شهاب الدين أحمد بن شرين، وابن بنت البدرى محمد بن الدهانة الذى كان شيخ الجامع المؤيدى.

وأما القاضى المالكى فاقتصر على سبعة من النوّاب. وأما القاضى الحنبلى فإنه اقتصر على ثلاثة من النوّاب. ولم يتمّ ذلك فيما بعد وحصل للنوّاب غاية الضرر فى هذه الحركة، وكان سبب ذلك أن نائبا من نوّاب القاضى الحنفى طلب امرأة إلى الشرع فامتنعت من الحضور، فقبض عليها القاضى وضربها نحو ثمانين عصاة، فوقع له مثل ذلك لها مرتين، ثم إن الامرأة طلعت وشكته إلى ملك الأمراء، فمقت القضاة بسبب نوّابهم وما يفعلون، وقال لهم: اعزلوا جماعة من نوّابكم المناحيس.

وفيه توفى الأمير ماماى الساقى أحد الأمراء الطبلخانات وكان أصله من مماليك


(١) وأنزلوه: وأنزله.