للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

من سوق الوراقين، وتوفى هناك جماعة كثيرة ما يحضرنى أسماؤهم الآن.

وفيه قبض ملك الأمراء على شخص من اليهود الصيارف من جماعة المعلم يعقوب اليهودى، فضربه بالمقارع، ثم قطع يده وعلّقها فى أنفه وأشهره فى القاهرة. وكان سبب ذلك أشيع عنه أنه يشترى الفضة النحاس المغشوشة ويضعها فى الجامكية، وقد تقلّق العسكر من ذلك. - وفى يوم الخميس ثانى عشرينه كان دخول الشرفى يحيى بن الأمير طراباى رأس نوبة النوب على ابنة بيبرس ابن بنت شرين، وليس أعلم اسم أبيه ولا جدّه، وهو يزعم أنه ينتسب إلى الملك الظاهر برقوق بذكره، فكان كما يقال فى المعنى:

وما هو إلا كالعقاب (١) فأمّه … معلومة وله أب مجهول

فكان له مهمّ حافل من المهمّات المشهورة، فصرف على المخبوز والسماط بألف دينار سكّر وفستق، وذبح فيه اثنتى عشرة بقرة، ومن الخيل ثلاثة أرؤس، ومن الغنم مائة رأس، ومن الدجاج ألف طير، ومن الأوز مائتى زوج، وصرف على الشمع المزهر مائة دينار، وصرف على الخيام والتعاليق أربعين دينارا، والسقايين عشرة أشرفية، وكانت له زفّة حافلة مشى فيها جماعة من الأمراء الجراكسة ومن الأمراء العثمانية، فمشوا بها من بيت الأمير قايتباى الدوادار إلى بيت القاضى عبد الباسط الذى عمل فيه العرس، وكانت ليلة حافلة. - وفيه رسم ملك الأمراء بشنق شخص من عمّال البلاد، فشنق على قنطرة الحاجب بعد العصر، وكان سبب ذلك أشيع عنه أنه زوّر مراسيم عن لسان بعض المباشرين باستخراج الرزق التى فى الغربية، فلما بلغ ذلك ملك الأمراء أرسل أحضره، فلما حضر أمر بشنقه من يومه بعد العصر، وأراح الله الناس منه.

وفى شهر جمادى الآخرة أهلّ يوم الجمعة، فصعد القضاة الأربعة إلى القلعة وهنّوا ملك الأمراء بالشهر، ثم عادوا إلى دورهم. - وفى يوم الاثنين رابعه قدم قاصد من


(١) كالعقاب: كالعقالب.