للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مصر من الخطف والنهب وأخذ أموال الناس بغير حق، وخطف المرد والنساء والضيافات من الطرقات.

ومن الوقائع كاينة شمس الدين محمد الرشيدى، الذى كان ناظر الكسوة وناظر الجوالى وغير ذلك من الأنظار، وكان الخندكار ابن عثمان قرّره فى ذلك، وقد سعى له حليم جلبى الذى من جماعة الخندكار، فاستمرّ على ذلك، ثم سعوا على الرشيدى من عند ملك الأمراء فأخرج عنه ما كان بيده من الأنظار، فحصل له غاية القهر، فاختفى وخرج فى الدسّ صحبة بعض الهجانة على أنه يتوجّه إلى الخندكار ويشكو له ملك الأمراء الذى أخرج عنه الأنظار التى (١) كان الخندكار قرّره فيها. فلما وصل إلى قطيا قبض عليه نائب قطيا وعلى الهجّان الذى كان صحبته، وقال له: أمعك مرسوم ملك الأمراء؟ فقال: إنما رسم لى مشافاه، فضيّق عليه نائب قطيا فاءترف الرشيدى أنه خرج هاربا من ملك الأمراء، فقبض نائب قطيا على الرشيدى ووضعه فى الحديد، وأشيع أنه شنق الهجّان هناك، وأرسل الرشيدى فى الحديد إلى ملك الأمراء. فلما وقف بين يديه وبّخه بالكلام، وقال له: أنت قصدت أن تتوجّه إلى الخندكار وتشكونى له؟ ثم إن ملك الأمراء رسم بسجن الرشيدى فى العرقانة التى هى داخل الحوش السلطانى. - وفيه أرسل ملك الأمراء بالقبض على شخص يسمى محرات، مقدّم كاشف الغربية، وقد كثرت فيه الشكاوى من الناس، وأشيع عنه أنه ضرب شخصا من الفلاّحين حتى مات تحت الضرب، فلما مثل بين يدى ملك الأمراء رسم بتوسيطه، فوسّطوه عند باب زويلة. - وفى ذلك اليوم رسم بشنق اثنين من الكمولية لأمر أوجب، ذلك.

ومن الحوادث أن فى يوم الثلاثاء سادسه وقع للأمير قايتباى الدوادار كاينة مهولة، وهو أنه سيّر إلى نحو المطرية وعاد، فلما دخل من باب النصر وجد عند وكالة الصابون جماعة من الأنكشارية قد أخذوا من شخص يبيع الصابون خمسة أرطال صابون ودفعوا إليه ثمانية أنصاف، وكان الصابون قيمته أشرفيا. فلما رأى


(١) التى: الذى.