الأمراء ضرب الإسكافى بالمقارع والمكارى، وسجن الامرأة بالحجرة وسجن اليهودى فى سجن الديلم، حتى يكون من أمرهم ما يكون.
وفيه قدمت الأخبار من حلب بأن عبد الرزاق أخا على دولات وثب على ابن أخيه سوار، وقد التفّ عليه جماعة من التركمان البياضية والأكراد، فحصل بينهما وقعة مهولة، فقتل بها جماعة كثيرة من التركمان، وأشيع قتل ابن سوار فى المعركة، وقد ملك عبد الرزاق من ابن سوار الأبلستين والمرعش وغير ذلك من البلاد، واستمرّ الحرب ثائرا بين الفريقين ثمانية أيام وانتصر عبد الرزاق على ابن سوار، ثم خمدت هذه الإشاعات من بعد ذلك كأنها لم تكن.
وفى شهر جمادى الأولى أهلّ الشهر يوم الخميس، فطلع القضاة إلى القلعة وهنّوا ملك الأمراء بالشهر، ثم عادوا إلى دورهم. - وفى هذا الشهر تزايد أمر الغلاء بالديار المصرية وبلغ سعر الأردب القمح إلى ثلاثة أشرفية كل أردب، وبلغ سعر الأردب الشعير إلى أربعمائة درهم، والفول بستمائة درهم كل أردب، وشطح السعر فى سائر الحبوبات. وبلغ كل رطل سمن بأربعة أنصاف، والسيرج بثلاثة أنصاف كل رطل، والأجبان قاطبة فى غاية الغلوّ، واللحم الضأن كل رطل بثمانية عشر نقرة، واللحم البقرى كل رطل بستة عشر نقرة، وبلغ سعر السكر كل رطل بثمانية أنصاف، وبلغ سعر العسل الأسود كل رطل مكرر بثلاثة أنصاف، وبلغ سعر الصابون كل رطل بخمسة أنصاف. وعلى هذا فقس فى سائر البضائع والغلال، حتى بلغ سعر الراوية الماء إلى أربعة أنصاف، وعمّ هذا الغلاء حتى فى القماش قاطبة البياض وفى الملوّن والحرير والصوف والجوخ وغير ذلك من القماش قاطبة. وسبب ذلك الغشّ فى المعاملة من الذهب والفضة، وصار الأشرفى البرسبيهى يصرف بثلاثة أشرفية فضة، والأشرفى القايتبيهى يصرف بأشرفين وثمانية أنصاف، والأشرفى الغورى يصرف بأشرفين وأربعة أنصاف، وكذلك الأشرفى العثمانى ضرب الخندكار. وأما الفضة فجميعها فى غاية الغشّ والفساد، وصارت الناس فى أمر مريب بسبب ذلك، وقد تغيّرت أحوال الديار المصرية تغيّرا فاحشا إلى الغاية، وفوق ذلك جور التركمان فى حق أهل