للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ملك الأمراء خاير بك قد ضرب زوجته خوند مصر باى الجركسية ضربا مبرحا، حتى كادت أن تموت، ولم يعلم ما سبب ذلك، وكثر فى ذلك القال والقيل.

وفى يوم الاثنين سادس عشرينه حضر من عند الخندكار ألق، يعنى مبشّر بمجئ عسكر عوضا عن الأصبهانية الذين (١) بمصر، وقد عيّن الخندكار عسكرا وهو فى أدرنة بأن يحضر إلى مصر، وزعم هذا القاصد أنه أتى من أدرنة إلى مصر فى واحد وعشرين يوما، وكانت الأصبهانية قد تقلّقوا من الإقامة بمصر فجاء هذا الألق يبشّر بمجئ هذا العسكر حتى يطمّن الأصبهانية بذلك.

وفى شهر جمادى الآخرة كان مستهلّ الشهر يوم الاثنين، فطلع القضاة الأربعة إلى القلعة وهنّوا ملك الأمراء بالشهر، ثم عادوا إلى دورهم. - وفى يوم الثلاثاء تاسعه توفى طيلان الرأس نوبة، وقد نال منه الضرب بالمقارع كما تقدّم، فاستمرّ عليلا حتى مات، وكان من وسائط السوء، ظالما عسوفا من جملة أعوان الظلمة. - وفى يوم الثلاثاء سادس عشره حضر قاصد، أيضا من عند الخندكار، وأخبر أن الفرنج قد تحرّكت على الخندكار، وأرسل يقول لملك الأمراء بأن يحفظ الثغور ويحصّن ثغر الإسكندرية وثغر دمياط بالمكاحل وآلة السلاح وغير ذلك.

وفى يوم الاثنين ثانى عشرينه (٢) طلع ابن أبى الرداد ببشارة النيل، وأخذ القاع فجاءت القاعدة ستة أذرع وعشرين أصبعا، أرجح من العام الماضى بعشرة أصابع، وكانت الزيادة أول يوم خمسة أصابع، فتفاءل الناس بذلك. - وفى يوم الخميس (٣) خامس عشرينه حضر شخص شريف من عند ابن عثمان، وزعم أنه قد قرّره فى نقابة الأشراف، وأظهر مرسوم الخندكار بذلك. وأشيع أن الخندكار أرسل بطلب الأصبهانية بأن يتوجهوا إلى إسطنبول، فأخذوا فى أسباب عمل يرقهم.

وفى يوم السبت سابع عشرينه أخلع ملك الأمراء على القاضى عبد العظيم واستقرّ به فى التحدّث فى نظر الحسبة الشريفة، عوضا عن الزينى بركات بن موسى وكان مسافرا نحو الصعيد كما تقدّم، وكان سبب ذلك أن ابن موسى لما سافر


(١) الذين: الذى.
(٢) ثانى عشرينه: ثالث عشرينه.
(٣) الخميس: الاثنين.