فقطعوا رءوسهما واشتفوا منهما، حتى قيل إن بعض المماليك الجراكسة شرب من دمهما، وبعضهم جزل لحومهما بالسيف، والمجازاة من جنس العمل، وكما تدين تدان. - وفى يوم الأربعاء حادى عشرينه حضر إلى القاهرة رأس حسن ابن مرعى ورأس شكر فرسم ملك الأمراء للوالى أن يعلّقوهما على باب النصر.
وقيل إن رأس حسن بن مرعى لما دخلوا بها وبرأس شكر علّقوهما فى رقبة فرس السلطان طومان باى الذى كان راكبا عليها لما قبضوا عليه فى تروجة، فصودف أن هذا الفرس كان تحت حسن بن مرعى لما أتى إلى أينال، فعدّ ذلك من النوادر الغريبة. وقيل إن عيال السلطان طومان باى لما علّقوا رأس حسن وشكر على باب النصر، أظهروا فى ذلك اليوم الفرح والسرور وأطلقوا الزغاريت وتخلّقوا بالزعفران.
وأشيع أن أخا حسن بن مرعى كان مختفيا (١) بالقاهرة لما قتل أخواه فغمز عليه، فقبضوا عليه من بيت بعض أصحابه.
وفى يوم الجمعة ثالث عشرينه قدمت الأخبار من ثغر دمياط بأن وصل إلى دمياط قاصد من البحر، أرسله الخندكار ابن عثمان بطلب سنان باشاه وفايق بك اللذين كانا بمصر، فلما بلغ سنان باشاه وفايق بك ذلك تنكّدا لهذا الخبر، وقالوا لملك الأمراء خاير بك: هذا كله شغلك، أنت تكاتب فينا الخندكار فى الدسّ وترافع فينا عنده.
فلما وردت الأخبار بمجئ القاصد من دمياط، رسم ملك الأمراء للقاضى بركات بن موسى بالتوجّه إلى ملاقاته، فخرج إلى قليوب وأرمى على البلاد من الشرقية والغربية أغناما وأبقارا وأوزا ودجاجا، فجمع فى هذه الحركة فوق من ألف رأس غنم غير البقر والأوزّ والدجاج، فمدّ له القاضى بركات بن موسى فى قليوب مدّة حفلة، فأشيع أنه صنع فى تلك المدّة أربعمائة رأس غنم ومثلها أوزّ ومثلها دجاج، وخمسمائة مجمّع حلوى، وقيل ألف مجمّع، ثم مدّ له فى أبى الغيث مدّة ثانية مثل الأولى. فلما وصل القاصد إلى هناك فإذا هم أميران، أحدهما يسمى إسكندر باشاه والآخر يسمى فرحات بك، وصحبتهما من الغلمان نحو مائة إنسان. فلما انتهى أمر المدّة