للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وهو فى الترسيم حتى يحقّق أمر ذلك.

وفى يوم الأحد حادى عشره، فى ليلة الاثنين، كان المولد الشريف النبوى، فجلس ملك الأمراء فى المقعد الذى بالحوش السلطانى، واجتمع عنده بعض مباشرين، وخير الدين نائب القلعة وبعض أمراء عثمانية، واجتمع عنده من القراء والوعاظ ثلاث عشرة جوقة، ثم فى أواخر النهار مدّ سماطا لا يسمن ولا يغنى من جوع، وأين هذا مما كان يعمل فى موالد من تقدّم من السلاطين، ثم إنه أخلع على الوعّاظ قفطانات واستردّها بقدر هيّن.

وفى يوم الاثنين ثانى عشره أخلع ملك الأمراء على مملوكه برسباى واستقرّ به أمير حاج بركب المحمل، فنزل من القلعة فى موكب حفل. - وفى يوم الخميس خامس عشره حضر قاصد من عند نائب حماة وصحبته تقدمة حفلة إلى ملك الأمراء. وأشيع أن الأمير جان بردى الغزالى نائب الشام قد قبض على أربعة من مشايخ عربان جبل نابلس، منهم قراجا بن طراباى، فلما قبض عليهم حزّ رءوسهم وأرسلهم إلى الخندكار بأدرنة، فلما فعل ذلك اضطربت أحوال جبل نابلس وصارت العربان ينهبون (١) الضياع التى حول جبل نابلس ويقتلون (٢) أهلها، وتزايد الغلاء بالشام من قلّة الجالب إليها.

وفى يوم الثلاثاء عشرينه قدمت الأخبار من الغربية بأن أينال السيفى طراباى كاشف الغربية قد احتال على حسن بن مرعى وأخيه شكر مشايخ الغربية، وهما اللذان كانا سببا لمسك السلطان طومان باى، وقد تقدّم ذكر ذلك، فعزم أينال على حسن ابن مرعى وأخيه شكر فى مكان بالقرب [من] سنهور، فأتوا إليه وأركنوا له وظنّوا أن ذنبهما قد نسى، فكان كما يقال فى المعنى:

قالت ترقّب عيون الحىّ إنّ لها … عين عليك إذا ما نمت لم تنم (٣)

فلما أقاما عنده ذلك اليوم مدّ لهما مدّة حفلة، ثم بعد ذلك أحضر لهما سفرة الشراب، فلما شربا ودخل السكر فى رءوسهما، هجم عليهما جماعة من المماليك الجراكسة ممن كان عند أينال، فعاجلوا حسن وشكر بالحسام قبل الكلام،


(١) ينهبون: ينهبوا.
(٢) ويقتلون: ويقتلوا.
(٣) تنم: تنمى.