للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

محمد نجل المقام الشريف، وسائر الأمراء من كبير وصغير، وكان يوما مشهودا. - وفى يوم الاثنين تاسع عشرينه أكمل السلطان تفرقة ثمن الخيول التى (١) كانت للعسكر فى الديوان، وكذلك أكمل تفرقة اللحوم التى كانت مكسورة للعسكر، وعوّق بعض لحوم كانت مكسورة لجماعة من مباشرى (٢) الزردخاناه. - وفى ذلك اليوم طرق السلطان أخبار رديّة بسبب ابن عثمان، فتنكّد لذلك وخلا هو والأمراء يضربون (٣) مشورة فى أمر ابن عثمان. - وفى يوم الثلاثاء سلخ هذا الشهر أشهر السلطان المناداة فى القاهرة للعسكر بالعرض يوم الخميس ثانى صفر، وأن لا يتأخّر عن العرض أحد من العسكر من كبير ولا صغير، فاضطربت لذلك أحوال العسكر قاطبة.

وفى صفر كان مستهلّ الشهر يوم الأربعاء، فطلع الخليفة والقضاة الأربعة للتهنئة (٤) بالشهر، فقال السلطان للخليفة لما جلس: اعمل يرقك إلى السفر وكن على يقظة فإنى مسافر إلى حلب بسبب ابن عثمان. وقال للقضاة الأربعة مثل ذلك: اعملوا يرقكم وكونوا على يقظة حتى تخرجوا صحبتى. فقالوا: المرسوم مرسومك. - وفى ذلك اليوم أخلع السلطان على شخص من القرّاء يقال له شهاب الدين بن الرومى وقرّره إمامه، عوضا عن عبد الرزّاق الإمام بحكم وفاته، وقيل إنه سمى فى هذه الوظيفة بألف دينار حتى قرّر بها. - وفى يوم الخميس ثانيه جلس السلطان بالميدان وعرض العسكر من كبير وصغير وكتب الجميع، فعرض فى ذلك اليوم أربع طباق ولم يعف (٥) من العسكر أحدا. - وفى ذلك اليوم كانت وفاة الأمير خاير بك من أينال أحد الأمراء المقدّمين، ويعرف بكاشف الغربية، وأصله من مماليك الأمير أينال الأشقر أمير السلاح كان، وقد ساعدته الأفدار حتى بقى كاشف الغربية، ثم أنعم عليه السلطان بتقدمة ألف، وسافر إلى الحجاز باش العسكر فى التجريدة التى خرجت بسبب الجازانى وانتصر على العربان من قبيلة بنى إبراهيم فحزّ رءوسهم


(١) التى: الذى.
(٢) من مباشرى: من مباشرين.
(٣) يضربون: يضربوا.
(٤) للتهنئة: للتهنة.
(٥) ولم يعف: ولم يعفى.