للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

من التركمان إلى أن أحضر أنا والعسكر. - وفيه أرسل السلطان مكاحل حديد ومدافع صوان إلى ثغر الإسكندرية وتمضى فى مراكب إلى هناك، فكانوا نحو مائتى مكحلة، وقد بلغه بأن ابن عثمان جهّز عدّة مراكب تجئ على السواحل للديار المصرية. - وفيه نادى السلطان فى القاهرة بأن أصحاب الدكاكين والأملاك يقطعون الأراضى من الأسواق والشوارع (١)، فامتثلوا ذلك وشرعوا فى العمل، لكن حصل للناس مشقّة زائدة فى المصرف على ذلك لجماعة الوالى والترّابة فى شيل التراب، وقد وقع له مثل ذلك فى أوائل سلطنته فى سنة تسع وتسعمائة وقطع الطرقات قاطبة وادّعى أن الأراضى (٢) قد علّيت، وقد تقدّم لى أنّى قلت فى ذلك:

فى دولة الغورى رأينا العجب … وقد حملنا فوق ما لا نطيق

وقد كفى فى عامنا ما جرى … من قلّة الأمن وقطع الطريق

وفى يوم الخميس خامس عشرينه أظهر السلطان العدل وأشهر المناداة عن لسان السلطان فى سواحل مصر العتيقة وبولاق بأن المكوس التى (٣) كانت تؤخذ على الغلال بطّالة، وكانت مظلمة عظيمة من البدع المنكرة وهو أنه كان يؤخذ على كلّ أردب قمح أو شعير أو فول يباع أو يشترى نصف فضة، وكان الأشرف قايتباى أبطل ذلك، فلما تسلطن ابنه الناصر أعاد هذه المظلمة، فلما تسلطن الأشرف قانصوه الغورى تزايد الأمر حتى صار يؤخذ على كل أردب غلال ثلاثة أنصاف من البائع والمشترى وصار يسمى الموجّب، ثم انتقلوا من الغلال إلى أن جعلوا على البطيخ مكسا أيضا، فاستمرّ ذلك مدّة طويلة إلى أن ألهم الله تعالى السلطان إلى إبطال ذلك جميعه. - وفى يوم السبت سابع عشرينه كان دخول الأمير ألماس أحد الأمراء العشرات على ابنة الأمير قانى باى قرا أمير آخور كبير كان، فكان ذلك المهمّ من المهمّات المشهورة، وحضر فى المدّة الأتابكى سودون العجمى والمقرّ الناصرى


(١) والشوارع: والشواع.
(٢) الأراضى: الأرضى.
(٣) التى: الذى.