للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أن النيل استمرّ فى ثبات لم ينهبط حتى دخل هاتور، وكان يومئذ فى تسعة عشر ذراعا ونصف ذراع، حتى عدّ ذلك من النوادر، ولكن حصل بذلك الضرر الشامل على المزارعين بمكث الماء على الأراضى، ومن العجائب مع وجود ثبات النيل هذه المدّة لم تسكن الجزيرة الوسطى فى هذه السنة ولا كرى فيها بيت ولا دكّان. - وفى ذلك اليوم توفّى الأمير أقبردى الحسنى أحد الأمراء العشرات من طبقة الزمامية، وكان أصله من مماليك الأشرف قايتباى. - وفى يوم الأحد سابع عشرينه كان ختم صحيح البخارى بالقلعة، وأخلع السلطان على القضاة الأربعة وأعيان العلماء ومن له عادة، وفرّقت الصرر على جارى العادة، وكان ختما حافلا. - وفى يوم الاثنين ثامن عشرينه عرض ناظر الخاص خلع العيد على السلطان، وألبسه كاملية مخمل أحمر بصمور، ونزل من القلعة فى موكب حافل، وكانت الخلع فى هذه السنة فى غاية الوحاشة من انشحات ناظر الخاص بخلاف كل سنة.

وفى شوال كان مستهل الشهر يوم الأربعاء، وهو يوم عيد الفطر (١)، فخرج السلطان وصلى صلاة العيد، ثم دخل إلى الحوش الكبير وجلس على الدكّة وأخلع على القضاة الأربعة ثم على أمير كبير وبقية الأمراء المقدّمين. - وفى ذلك اليوم أخلع السلطان على الأمير خاير بيك المعمار وألبسه مثمر وأطلسين لكونه بقى مقدّم ألف، ثم أخلع على المباشرين ومن له عادة، وكان موكب العيد حافلا، وكان الأمير طوماى باى الدوادار مسافرا فى جبل نابلس، وكانت الخلع فى هذا العيد فى غاية الوحاشة، وأبطل ناظر الخاص الطرز النخ الذى كان يعمل فى الخلع، وكانت الخلع من القماش القطنى الذى مثل القشّ، ثم نزل ابن السلطان إلى باب السلسلة وعليه فوقانى بطرز يلبغاوى عريض، ونزل فى موكب حافل وقدّامه الشعراء والشبابة السلطانية، فمدّ بباب السلسلة مدّة حافلة وأخلع على غلمانه أرباب الوظائف، ثم أخلع الفوقانى الذى كان عليه على الأمير أقباى الطويل


(١) الفطر: الظفر.