أمير آخور ثانى أحد المقدّمين، فلما انقضى أمر المدّة بباب السلسلة نزل المقر الناصرى ولد السلطان من باب السلسلة وعليه تخفيفة صغيرة وسلارى بعلبكى أبيض، وقدّامه القاضى محيى الدين عبد القادر القصروى ناظر الجيش والقاضى أبو البقا ناظر الاسطبل وبعض جماعة من الخاصكية، وقدّامه ثلاث طوائل خيل بغواشى حرير أصفر، فلما شقّ من القاهرة ارتفعت له الأصوات بالدعاء، وأوقدوا له أحمال وتنانير بالنهار من الورّاقين إلى آخر البندقانيين، وزيّنوا له عند بيته زينة حافلة بالخيام والسحائب، وصنعوا له ردك على بابه وفيه أشجار وأحواض جلد بفواوير ماء عمّالة، واصطفّت له الناس على الدكاكين بسبب الفرجة، ودقّت له الكوسات على بابه، وزفّته المعانى بالطارات على الدكاكين، ولاقته طائفة اليهود بالشموع موقودة قدّامه، فاستمرّ فى هذا الموكب حتى دخل إلى بيته الذى فى خط البندقانيين، ومدّ له هناك مدّة ثانية، واستمرّ هناك فى بيته إلى أواخر النهار، ثم ركب من هناك وطلع إلى القلعة. - وفى يوم الخميس ثانيه تغيّر خاطر السلطان على عبد العظيم الصيرفى وأودعه (١) فى الحديد، وأرسله إلى بيت الأمير الدوادار حتى عمل حساب الشعير الذى هو متحدّث عليه، فاستمرّ فى الترسيم حتى يكون من أمره ما يكون. - وفى يوم الثلاثاء سابعه عرض السلطان جماعة من المماليك القرانصة، وعيّن منهم جماعة إلى العقبة وجماعة إلى الأزنم وجماعة إلى الإسكندرية وإلى رشيد وجماعة إلى دمياط يقيمون بها، فغالب المماليك اختار دمياط ورشيد دون تلك المواضع، وشرعوا يتشكون من ذلك فقال لهم السلطان: أنا ما أشرطت عليكم كل من أخذ منكم الخمسين دينار النفقة يسافر إلى العقبة والأزنم وغير ذلك من الأماكن وقلتوا نعم نسافر إلى أى مكان أرسلنا فيه السلطان، فحصل فى ذلك اليوم بين السلطان وبين المماليك بعض تشاجر، وانفضّ المجلس مانعا، وحنق السلطان من المماليك القرانصة فى ذلك اليوم إلى الغاية. - وفى يوم الخميس تاسعه أخلع السلطان على الأمير قانصوه العادلى