أيا لهما من عاشقين عليهما … قضى من قضى بالموت حتما وأشنقا
فقلبيهما عند الحياة تألّفا … وجسميهما عند الممات تعلّقا
ببعضهما متعلقان أولو يكن … لجسميهما روحان كانا تعانقا
وقد تقدم للأشرف قايتباى أنه صلب جارية بيضاء جركسية من جوار حريمه وقد حملت من بعض مماليكه فى طريق الحجاز، فلما وضعت ذلك الجنين (١) قتلته من خوفها، فلما بلغ السلطان ذلك شنقها لكونها قتلت قتيلا، فصلبها فى طريق حدرة ابن قميحة عند درب نكار على شجرة عند الأحواض، فصلبت بإزارها، وأما المملوك خصاه وقطع محاشمه، فعدّ ذلك من النوادر. - فأقام نور الدين المشالى والامرأة التى زنى بها يومان لم يدفنا ثم شاوروا السلطان فى دفنهما فأذن فى ذلك، وكان لهما يوم مهول. - وفى ذلك اليوم أرسل السلطان يقول لناظر الخاص اطلع غدا معك بأربعة تشاريف لأجل القضاة الأربعة. - فلما كان يوم الخميس ثامن هذا الشهر طلب السلطان القضاة الذين عزم على ولايتهم فحضر الشيخ علاى الدين ابن الشيخ جلال الدين الإخميمى النقيب والشيخ شمس الدين السمديسى إمام مدرسته ومؤدّب ولده والشيخ جلال الدين عبد الرحمن بن الشيخ زين الدين قاسم بن قاسم والشيخ شهاب الدين أحمد بن عز الدين عبد العزيز الفتوحى الشهير بابن النجار، فلما حضروا أفاض عليهم التشاريف وأحضر لهم أربعة بغال مكفيّة بالعدد الفاخرة، فقرّر الشيخ علاى الإخميمى فى قضاء الشافعية عوضا عن القاضى كمال الدين الطويل بحكم انفصاله عن القضاء، وقرّر الشيخ شمس الدين السمديسى فى قضاء الحنفية عوضا عن القاضى عبد البرّ بن الشحنة بحكم انفصاله عن القضاء، وقرّر الشيخ جلال الدين بن قاسم فى قضاء المالكية عوضا عن محيى الدين يحيى ابن الدميرى بحكم انفصاله عن القضاء، وقرّر الشيخ شهاب الدين الفتوحى فى قضاء