فى هذه المرّة بثلاثة آلاف دينار وقيل إنه نفذ منه فى هذه الخمس ولايات نحو من سبعة وعشرين ألف دينار، غير ما سعى به للمتكلمين له على ما قيل. - وفى يوم الأربعاء ثانى عشره نزل [السلطان] إلى المطريّة وأقام فى قبة يشبك الدوادار إلى بعد العصر، وأكل السماط هناك، ثم عاد إلى القلعة. - وفى يوم الثلاثاء ثامن عشره، الموافق لأول يوم من بابه، ثبت النيل المبارك على ثمانية أصابع من واحد وعشرين ذراعا، واستمرّ فى ثبات إلى نصف هاتور، وقد تقدم القول أن فى سنة ثلاث وثمانين وثمانمائة فى دولة الأشرف قايتباى، ثبت النيل المبارك على أحد عشر أصبعا من واحد وعشرين ذراعا، فكان أزيد من هذا بثلاثة أصابع. - وفى يوم الثلاثاء رابع عشرينه فرّق السلطان على المماليك القرانصة الخيول التى كانت لهم فى الديوان، فأعطى لهم عن كلّ فرس فحل خمسة آلاف درهم، والذى له فحل وإكديش ثلاثة آلاف درهم عن الإكديش وأعطاه فحلا مع الثلاثة آلاف، ومن حين تسلطن إلى يوم تاريخه لم ينفق على المماليك القرانصة ثمن خيول الردّ سوى فى هذا الشهر. - وفى يوم الأحد سلخ هذا الشهر نزل السلطان إلى المقياس وبات به، وكانت ليلة مستهلّ الشهر.
وفى شعبان طلع الخليفة والقضاة الأربعة إلى السلطان ليهنّوه بالشهر، فقيل لهم بأن السلطان فى المقياس لم يطلع إلى الآن، فرجع الخليفة إلى داره، وقيل إن القضاة عدّوا له إلى المقياس وهنّوه بالشهر هناك، وكل هذا استخفاف بالناس، ولم يكن له فى ذلك اليوم شغل يقتضى قعاده فى المقياس ذلك اليوم، فكان يوم تفرقة الجامكية الخامسة التى استجدّها. - وفى يوم الثلاثاء ثانيه نزل السلطان إلى الميدان وجلس فيه إلى قريب الظهر، ثم طلع إلى الدهيشة فلم يأكل السماط على جارى العادة، وحصل له توعّك فى جسده ودخل إلى دور الحرم، وأقام فيه يوم الأربعاء والخميس، فكثر القال والقيل (١) بين الناس، وأشيع أنه قد أصابه القولنج، ثم خرج يوم الجمعة وصلّى فى الجامع فأبطل ذلك القيل والقال. -