للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المتفرجين، فدخلوا المقاصف ونهبوا عمائم الناس وقماشهم وعبيهم وقتلوا شخصا من الخفراء، وكانت ليلة مهولة، وراحت على من راح. - وفى يوم الجمعة المذكور صنع الأمير قانصوه بن سلطان جركس أحد الأمراء المقدّمين وقدة وإحراقة نفط فى بركة الفرايين، مكان داره التى أنشأها هناك، فكانت له ليلة حافلة وعزم على الأمراء عنده، ونقل مراكب صغارا على جمال إلى بركة الفرايين فكانوا نحوا [من] ثلاثين مركبا أو دون ذلك، وأمر سكّان البركة بأن يوقدوا فى بيوتهم القناديل والتريّات والأمشاط، فأوقدوا وقدة حافلة تلك الليلة، ومدّ أسمطة حافلة للأمراء، ولم يقع قط فى بركة الفرايين ليلة مثل تلك الليلة فى الفرجة والقصف، انتهى ذلك.

وفى رجب كان مستهلّه يوم السبت، فطلع الخليفة والقضاة الأربعة للتهنئة بالشهر، فحصل للقاضى الشافعى من السلطان بعض مقت، وسبب ذلك أنّ قوس الهلال كان تلك الليلة لا يرى، فقيل رآه بعض الناس، وكان قوسه تلك الليلة على درجتين (١) ونصف، وكان عسر الرؤية وحكموا أرباب التقويم أنه لا يرى تلك الليلة، فثبت رؤيته على قاض فى الصليبة يقال له شمس الدين الأثميدى، فلما طلعوا القضاة إلى السلطان وقال للقاضى الشافعى: أحضر لى القاضى الذى ثبت عليه برؤية الهلال على درجتين ونصف وهو غير ممكن الرؤية، فنزل القاضى الشافعى كمال الدين الطويل وهو فى غاية التعفيش وأشيع عزله. - وفى يوم الأربعاء خامسه نزل السلطان إلى المقياس وأقام به إلى أواخر النهار، وكان بلغه مجئ الأمير طومان باى الدوادار من الصعيد، فلما أن وصل بالمركب نزل إلى المقياس وسلّم على السلطان هناك، ثم فى ثانى يوم طلع ولبس خلعة حافلة ونزل إلى داره فى موكب حافل. - وفى يوم الخميس سادسه أخلع السلطان على قاضى القضاة محيى الدين عبد القادر بن النقيب وقرّره فى قضاء الشافعية عوضا عن قاضى القضاة كمال الدين الطويل بحكم انفصاله عنها، وهذه خامس ولاية وقعت لابن النقيب، وقد سعى


(١) درجتين: درجين.