فالله يبقيه فى عزّ وفى شرف … أعيذه من شرار الناس بالطور
ما غرّد الطير فى روض وناشده … على الغصون هزار حول شحرور
محمد بن إياس نظمه درر … وقد أضاءت بمدح الأشرف الغورى
ثم الصلاة على المختار ما طلعت … شمس الضحى واستنار الأفق بالنور
انتهى ذلك.
وفى يوم الجمعة ثالث عشرينه أخلع السلطان على ناظر الخاص [وخرج] على الهجن وسافر إلى مكّة، وخرج صحبته جماعة من مصر يرومون الحجّ. - وفى يوم الخميس رابع عشرينه توفى قراكز الشريفى الفهلوان أحد الأمراء العشرات، وكان غير مشكور السيرة. - وفى يوم الخميس ثامن عشرينه أشيع بموت علم الدين الذى كان متحدّثا فى كتابة الخزانة، وقد قاسى شدائد ومحنا وصودر، واستمرّ فى المصادرة من سنة أربع عشرة وتسعمائة إلى سنة ثمان عشرة وتسعمائة، وضرب غير ما مرّة وعصر وأخذ منه مال له صورة نحو من مائة وعشرين ألف دينار على ما قيل، والله أعلم بحقيقة ذلك، وآخر الأمر مات وهو تحت العقوبة فى الترسيم. - وفيه قبض السلطان على تاج الدين بن كاتب الدواليب وسلّمه إلى الزينى بركات بن موسى، وسبب ذلك قيل عنه أن عنده لعلم الدين المذكور وديعة. - وفيه حضر الناصرى محمد بن الشهابى أحمد بن أسنبغا الطيارى أمير شكار، وقد تقدم أن السلطان تغير خاطره عليه بسبب علم الدين جلبى السلطان (١) فرسم بنفيه إلى قوص، فلما توجه إلى هناك كان الأمير طومان باى الدوادار مسافرا نحو الصعيد، فلما وصل الناصرى محمد إلى هناك ترامى على الأمير طومان باى بأن يشفع فيه عند السلطان، فأرسل شفع فيه، فرسم السلطان بعوده إلى مصر، فلما طلع إلى السلطان أخلع عليه ونزل إلى داره، لكن غرم مالا له صورة. - وفى يوم الجمعة تاسع عشرينه هجم المنسر ليلة السبت على سكّان الزربية من