للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فعاقبه إلى أن مات. - وفيه توفى الصارمى إبراهيم بن الأمير برد بيك صهر الملك الأشرف أينال، وكان لا بأس به. - وفيه طلع إلى السلطان شخص من ابناء الناس يقال له يونس بن سودون الفقيه، وكان ساكنا بالقرب من زقاق حلب على بركة الفيل، فأنشأ عنده جنينة وزرع فيها شجرة جوز شامى فنتجت وطلع فيها الجوز بعد ثلاثين سنة حتى طرحت، فجمع من ذلك الجوز ستين جوزة وطلع بها إلى السلطان فابتهج بها ولم يصدّق بأن هذا الجوز يطرح بمصر، فكشف عن حقيقة ذلك حتى ظهر له مصداق ذلك، فأنعم على يونس المذكور بعشرة دنانير وبالغ فى إكرامه. - وفيه حضر إلى الأبواب الشريفة رهبان القيامة (١) التى بالقدس، وكان السلطان أرسل خلفهم بسبب الفرنج الذين قتلوا الأمير محمد بيك قريب السلطان ونهبوا ما فى المراكب التى جهزها السلطان صحبته، فلما وقفوا بين يدى السلطان وبّخهم بالكلام على لسان تغرى بردى الترجمان، وقال لهم: كاتبوا ملوك الفرنج بأن يردّوا ما أخذوه الفرنج من المراكب والسلاح وإن لم يردّوا ذلك هدمت القيامة (١) وأشنق الرهبان، فتسلّمهم ناظر الخاصّ على ما يحرّر من أمرهم، وكانوا نحوا من عشرين راهبا، وفى عقيب ذلك قبض نائب الإسكندرية على جماعة من تجّار الفرنج الذين كانوا بثغر الإسكندرية وبعث بهم إلى السلطان، وكانوا نحوا من خمسين إنسانا. - وفيه توفى القاضى تقى الدين محمد بن بدر الدين محمد الزجاجى أحد نوّاب الحنفية، وكان فاضلا رئيسا حشما، وكان لا بأس به. - وفيه أمطرت السماء مطرا غزيرا حتى أوحلت الأسواق وحصل للناس وقوف حال بسبب ذلك وتعطلت الأسباب عن البيع والشراء (٢)، واستمرّت تمطر ثلاثة أيام متوالية حتى انخسف غالب القبور التى بالصحراء، وكان ذلك فى أوائل هاتور. - وفيه توفيت زوجة الأتابكى قانم التاجر، وكانت جركسية، وكانت فى سعة من المال، فاحتاط السلطان على موجودها قاطبة. - وفيه أخلع السلطان على مهتاره محمد مهتار الطشتخاناه وأعاده على ما كان عليه، وكان تغيّر


(١) القيامة: القمامة.
(٢) والشراء: والشرى.