للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

خاطره عليه وصادره كما تقدم ذكر ذلك، فشفع فيه الأمير طومان باى الدوادار وباس رجل السلطان بسبب ذلك حتى رضى عليه. وفيه عيّن السلطان الأمير أقباى الطويل أمير آخور ثانى بأن يتوجه إلى القدس ويحتاط على مال الفرنج الذى فى القيامة (١)، فخرج وسافر من يومه. - وفيه حضر يونس العادلى وكان السلطان أرسله إلى بلاد بن عثمان ليشترى له أخشابا وحديدا وبارودا، فلما بلغ ابن عثمان ذلك ردّ المال الذى كان مع يونس العادلى وقال: أنا أجهّز من عندى زردخاناه للسلطان، فحضرت فيما بعد. - وفيه أخلع السلطان على أقباى كاشف الشرقية وأعاده إلى كشف الشرقيه عوضا عن كرتباى الذى كان بها، وأخلع على يخشباى قرا أخى الوالى وقرّره فى شادية الشون عوضا عن تانى بيك الأبح بحكم صرفه عنها، وأشرك معه فى الشادية شخصا من الأمراء العشرات يقال له خشقدم. - وفيه حضر الأتابكى قرقماس والأمير علان الدوادار الثانى وكانا قد توجّها إلى ثغر الإسكندرية. بسبب الكشف على الأبراج التى هناك، فأخلع عليهما السلطان ونزلا من القلعة فى موكب حافل.

وفى شعبان قلع السلطان البياض ولبس الصوف، ووافق ذلك حادى عشر هاتور القبطى. - وفى ليلة الجمعة ثانى عشره كان دخول الأمير أنصباى حاجب الحجّاب على ابنة الأشرف قانصوه خمسمائة، فكانت له زفّة حافلة مشى فيها الأتابكى (٢) قرقماس وبقية الأمراء المقدّمين وهم بالشاش والقماش وبأيديهم الشموع الموقدة، وشقّ من الصليبة فى هذا الموكب الحافل حتى دخل إلى قاعة الفرح ببيت يشبك الدوادار الذى بحدرة البقر. - وفى يوم الأربعاء تاسع عشره نزل السلطان وتوجّه إلى نحو المطرية عند تربة العادل، وكان المعلّم حسن بن الصيّاد المهندس خطّ له بالجبس فى الأرض صفة مدينة ثغر الإسكندرية وعدد أبراجها وأبوابها وهيئة صورها والمنار التى كان بها وقدر عرضها وطولها، فنزل السلطان بسبب ذلك حتى تأملها وتفرّج عليها ثم عاد إلى القلعة من يومه. - وفى هذا الشهر


(١) القيامة: القمامة.
(٢) الأتابكى: الأبكى.