يكون بقدرها أذرع فى زيادة النيل، فوزنوها فى هذه السنة وجاءت قريب عشرين قيراطا فتفاءلوا الناس بأن النيل يبلغ فى هذه السنة عشرين ذراعا فلم يكن ذلك، وهذه القاعدة قط ما أخرمت عند القبط سوى هذه السنة، فعدّ ذلك من النوادر، وكذلك البئر التى فى منيل أبى شعرة بنواحى البهنسا قيل أن فى ليلة الخامس والعشرين من بشنس يطفّ ماء تلك البئر فى الليل، فمهما تغطى من الدرج التى فى تلك البئر يكون فألا للنيل، فطفّ ماؤها وغطى نحوا من عشرين درجة من درج البئر، فتفاءلوا الناس بأن النيل يبلغ فى هذه السنة نحوا من عشرين ذراعا فلم يكن ذلك وأخرمت هذه القاعدة أيضا، وقيل أن امرأة صالحة رأت فى المنام أن ملكين نزلا من السماء وتوجّها إلى البحر فرفسه أحدهما برجله فانهبط سريعا، ثم قال أحدهما إلى الآخر: إنّ الله تعالى كان أمر النيل أن يزيد إلى عشرين ذراعا فلما تزايد الظلم بمصر أذن له بالهبوط وهو فى ثمانية عشر ذراعا، فلما انتبهت من المنام انهبط النيل فى تلك الليلة دفعة واحدة، انتهى ذلك. - وفيه توفى حانم الإبراهيمى أحد الأمراء الطبلخانات وكان مسرفا على نفسه، مات قتيلا وقد وقع من مكان عال وهو سكران فمات لوقته. - وفيه رسم السلطان بشنق شخص من العربان المفسدين يقال له عمر بن موسى النفعى من عربان ثعلبة، وكان من شجعان العرب. - وفيه نزل السلطان إلى عند قبّة الهوى التى تحت القلعة وجرّبوا قدّامه مكاحل، وأقام هناك إلى بعد العصر ثم طلع إلى القلعة.
وفى رجب خرج الأتابكى قرقماس وتوجّه إلى ثغر الإسكندرية وصحبته الأمير علان الدوادار الثانى، وكان سبب ذلك أن السلطان لما قصد أن يسافر إلى الإسكندرية ليكشف على الأبراج التى هناك ويصلح ما فسد منها فقال له الأتابكى قرقماس أنا أسافر وأكشف عن ذلك عوضا عن السلطان، فسافر بسبب ذلك. - وفيه توفى بهاى الدين مباشر قانصوه خمسمائة، مات وهو بالمقشرة وقاسى شدائد ومحنا، وأقام فى الترسيم نحوا من ست سنين، وآخر الأمر سلّمه السلطان للوالى