هناك وعيّن معه جماعة من المماليك السلطانية. - ومن العجائب أن قانصوه روح لو الذى ولى نيابة قطية كان قبل ذلك نائب غزّة، فلما تسلطن العادل قرّره فى نيابة حلب وأرسل إليها متسلّمه فلم يتمّ له ذلك، ثم بقى مقدّم ألف، ثم آل أمره إلى أن بقى نائب قطية وهذه سفلى درجة إلى الغاية، فعدّ ذلك من النوادر الغريبة، انتهى. - وفيه أخلع السلطان على عمر من أولاد ابن عمر أمير عربان هوارة وأقرّه على عادته فى أمرة هوارة، وأخلع على شخص من أولاد ابن رمضان وأقرّه أميرا للتركمان عوضا عن خليل بيك المقدّم ذكر وفاته، وأخلع على الشيخ أبى بكر الجيوسى وقرّره فى مشيخة جبل نابلس. - وفيه قوى عزم السلطان على أن يتوجّه إلى ثغر الإسكندرية ليتفقّد الأبراج التى هناك خوفا من طروق الإفرنج لثغر الإسكندرية، فنزل إلى الميدان وعرض مماليكه وفرّق عليهم عدّة خيول وبغال وسلاح من سيوف وزرديات وغير ذلك، وأخذ فى أسباب عمل يرق ثقيل وأشيع سفره بين الناس حقيقا. - وفيه جاءت الأخبار بأن وقع بإسطنبول زلزلة مهولة حتى أرمت المآذن (١) وأخربت عدّة أماكن وهلك بسببها من الناس ما لا يحصى، وهذه كرسىّ مملكة ابن عثمان، وكانت حادثة عظيمة. - وفيه ثارت رياح عاصفة وأمطرت السماء مطرا غزيرا وقام الرعد والبرق، وكان ذلك فى أواخر توت والنيل فى قوة الزيادة، حتى عدّ ذلك من النوادر. - وفيه قام الأتابكى قرقماس على السلطان ومنعه من السفر إلى ثغر الإسكندرية وقبل له الأرض عدة مرار، وقال له أن الطرقات وحل من ماء النيل وسلوك البرّ صعب فى هذه الأيام، وكان يقصد السفر من البرّ فبطل ذلك. - وفيه ثبت النيل المبارك على واحد وعشرين أصبعا من ثمانية عشر ذراعا وانهبط فى أواخر توت ولم يثبت، وكان نيلا شحيحا فشرّق غالب البلاد ولولا لطف الله تعالى لوقع غلاء عظيم، وكان عند جماعة الأقباط عادة أن فى ليلة عيد ميكائيل صبحة نزول النقطة يزنون الطينة وعدّدوها على ستة عشر قيراطا فمهما زادت عن القراريط