للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ذلك تنكد إلى الغاية وكذلك الناس قاطبة. - وفيه جاءت الأخبار من مكة بأن الشريف بركات أمير مكة قبض على ثلاثة أنفار من الفرنج دخلوا إلى مكة وهم فى زىّ الأروام، فلما قبض عليهم وجدهم بغير ختان فتحقق أنهم فرنج وأنهم دواسيس من عند بعض ملوك الفرنج، فقبض عليهم ووضعهم فى الحديد وبعث بهم إلى السلطان. - وفيه جاءت الأخبار من عند نائب البيرة بأنه قبض على جماعة من عند إسمعيل الصوفى وعلى أيديهم كتب من عند الصوفى إلى بعض ملوك الفرنج بأن يكونوا معه عونة على سلطان مصر، وأنهم يجوا (١) إلى مصر من البحر ويجى هو من البرّ، فقبض نائب البيرة عليهم وبعث بهم إلى السلطان. - وفيه جاءت الأخبار بأن صاحب تلمسان من بلاد الغرب قد انتصر على الفرنج الذين كانوا قد أخذوا مدينة طرابلس الغرب وطردوهم عنها، وكانت النصرة للمسلمين عليهم، فسرّ السلطان والناس قاطبة لهذا الخبر.

وفى جمادى الآخرة (٢) حضر الأمير طومان باى الدوادار، وكان مسافرا إلى جهة الصعيد وصحبته خاير بيك كاشف الوجه الغربى أحد المقدّمين، وكان طومان باى الدوادار له نحو من خمسة أشهر وهو مسافر فى الصعيد، فلما طلع إلى القلعة أخلع عليه السلطان وعلى الأمير خاير بيك ونزلا فى موكب حافل. - وفيه جاءت الأخبار بوفاة خليل بيك بن رمضان أمير التركمان، وكان رئيسا حشما لا بأس به. - وفى يوم الأربعاء سادسه انتهى العمل من مكاحل سبكها السلطان، فرسم بنقلها إلى نحو تربة العادل التى بالريدانية، فسحبوها على العجل وكانوا نحوا من خمسة عشر مكحلة فقاسوا فى نقلها ما لا خير فيه، وقتل فى ذلك اليوم شخص من العتالين يقال له المقدّم خطاب وتعطّب منهم جماعة آخرون من النجّارين، وكان يوما مهولا. - وفى يوم الأحد عاشره جاءت الأخبار من عند نائب طرابلس بأن الفرنج خرجوا على الأمير محمد بيك قريب السلطان الذى كان قد توجّه إلى الجون بسبب إحضار الأخشاب، فخرجوا عليه طائفة من الفرنج


(١) يجوا: كذا فى الأصل، ويعنى «يجيئون». وانظر أيضا «يجى» فى السطر التالى.
(٢) جمادى الآخرة: جماد الآخر.