كمال الدين سعى فى قضاية القضاة ومشيخة الخشابية والشريفية بخمسة آلاف دينار، وكانت مشيخة الخانقاة البيبرسية بيده من قبل ذلك، انتهى. - وفى يوم السبت ثامن عشره رسم السلطان للزينى بركات بن موسى بأن يتسلم جماعة كانوا فى الترسيم بسبب ما قرّر عليهم من المال فتراقدوا عن إيراد ذلك، فرسم لابن موسى بأن يتسلمهم ويعاقبهم على استخراج الأموال، فتسلم بهاى الدين مباشر قانصوه خمسمائة وكان له نحو من ست سنين وهو فى الترسيم، وتسلم معين الدين ابن شمس الذى كان وكيل السلطان، وتسلّم علم الدين الذى كان يتحدّث فى الخزانة، ومحمد بن فخر الدين كاتب المماليك، وقاضى حنفى من قضاة الشام، فلما تسلّمهم ابن موسى أقاموا عنده أياما ولم يردّوا شيئا من المال فشاور عليهم السلطان، فرسم للوالى بأن يتسلّم بهاى الدين وابن شمس وعلم الدين وقاضى الشام وشفع فى محمد بن فخر الدين كاتب المماليك، فلما تسلّمهم الوالى عاقب بهاى الدين وابن شمس وعلم الدين أشدّ العقوبة وبعث بهم إلى المقشرة، وكان من أمرهم ما سنذكره فى موضعه. - وفى هذا الشهر كثرت مصادرات السلطان للمباشرين حتى أنه صادر عرب اليسار الذين يسكنون تحت القلعة وقرّر عليهم مالا له صورة، وقال لهم: إنتوا عملتوا كيما تراب تحت القلعة من عفشكم ما يشتال ولا بعشرة آلاف دينار، وجعل ذلك حجّة عليهم. - وفيه توفى تغرى بردى السيفى يونس الدوادار، وكان أمير آخور ثالث وأحد الأمراء العشرات، وكان لا بأس به. - وفيه جاءت الأخبار من بلاد الغرب بأن الفرنج قد ملكوا مدينة طرابلس الغرب، وهذه المدينة من أجلّ مداين (١) الغرب وهى مدينة عاصية ولولا أن الفرنج تحايلوا على أخذها لما قدروا على ذلك، وقد أحاطوا بها برّا وبحرا فوقع بين الفريقين واقعة عظيمة وقتل من المسلمين نحو من أربعين ألف إنسان، وكانت هذه الحادثة من معظم الحوادث المهولة، وقد جاؤوها الفرنج من البحر فى مائة مركب، ومن المراكب طلعوا إلى البرّ ووقع بينهما القتال حتى ملكوها، فلما بلغ السلطان