للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وهجموا على من بمدرسة السلطان حسن، وأحرقوا بابها ودخلوا على من بالمدرسة من الأمراء، فقتلوا الأمير كرتباى ابن عمّة السلطان (١) أمير آخور كبير، وهرب تانى بك قرا فلم يظفروا به، وهرب جميع من كان بمدرسة السلطان حسن من الأمراء والمماليك، فنهبوا الجلبان ما كان بالمدرسة [من] (٢) طستخانات الأمراء، ونهبوا بسط المدرسة والقناديل، وقلعوا شبابيك القبّة التى بالمدرسة، وأخذوا رخامها، وأحرقوا ربع الأمير يشبك الدوادار المجاور للمدرسة، وأحرقوا أيضا بيته الذى عند القبو بسوق السلاح، لكون أن كرتباى كان متزوجا بابنة الأمير يشبك وهو ساكن به، ثم توجّهت طائفة من المماليك إلى سبيل المؤمنى فأحرقوه، وأحرقوا الربوع التى تحت السور (٣)، وأحرقوا ربع خشكلدى البيسقى التى بجوار بيته؛ فلما دخل الليل ركب آقبردى فى نفر قليل من مماليكه وطلع إلى الرملة، فلم يطبّ طبّة واستمرّ على ذلك بطول الليل.

فلما أصبح يوم السبت سابع عشرين ذى الحجة، فيه انكسر آقبردى كسرة مهولة. فرجع إلى داره وأخذ بركه وزردخانته والطستخانات، وخرج من داره وعلى رأسه صنجق، وقدّامه طبلين (٤) وزمرين، ومماليكه حوله وهى لابسة آلة السلاح؛ وخرج صحبته من الأمراء المقدّمين. تانى بك قرا أمير مجلس، وآقباى نائب غزّة رأس نوبة النوب، وجانم المصبغة حاجب الحجاب، وقنبك نائب الإسكندرية أحد الأمراء المقدمين، وكرتباى أخو آقبردى الدوادار أحد المقدّمين؛ ومن الأمراء الطبلخانات والعشرات جماعة كثيرة نحو من عشرين أميرا، فمن جملتهم أينال السلحدار المعروف بالصغير أحد العشرات؛ ومن المماليك السلطانية والسيفية نحو من ألف مملوك.

فلما خرج من داره دخل من الدرب الذى عند حمّام الفارقانى، وخرج من


(١) ابن عمة السلطان: أضيف بعدها فى ف: وهو مجروح جرحا بليغا قتل منه وهو.
(٢) ما بين القوسين ينقص فى الأصل.
(٣) السور: الصور.
(٤) طبلين وزمرين: كذا فى الأصل.