للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

آقبردى من باب القرافة إلى الصليبة إلى قناطر السباع إلى مصر العتيقة وبولاق؛ يقتل فى كل يوم من طوائف العربان مقتلة كبيرة من بنى وائل وبنى حرام، وكانوا يدخلون برءوس القتلاء (١) آخر النهار فى شباك التبن، فقتل فى هذه المعركة من العربان زيادة على ألف إنسان، فلا حول ولا قوّة إلا بالله العلى العظيم، فكانت الأتراك تتقع (٢) مع بعضها والعربان تتقع مع بعضها.

فلما قرب عيد الأضحية فرّق آقبردى على الأمراء والعسكر الذين (٣) ركبوا معه عدّة أبقار وأغنام كثيرة، ثم نفق عليهم جامكية ذلك الشهر، وكل هذا من ماله دون مال السلطان، فأصرف فى هذه الحركة فوق المائة ألف دينار، ويا ليت أفاده من ذلك شيئا؛ ثم إن آقبردى شرع فى سبك مكحلة كبيرة، فأحضر المعلم دمنيكوا السبّاك وألزمه بعمل مكحلة، فأخذ فى أسباب ذلك؛ ثم إن آقبردى وزّع الأمراء فى أماكن شتى بسبب حصار القلعة، فكان الأمير كرتباى بن عمّة السلطان أمير آخور كبير، وتانى بك قرا أمير مجلس، وجماعة من العسكر، فى مدرسة السلطان حسن بسبب حصار القلعة، فكانوا يرمون عليها، فلم يفد من ذلك شئ، ثم إن المكحلة المسماة بالمجنونة أرموا بها على من فى مدرسة السلطان حسن، فخرق المدفع شباك المدرسة، ودخل قتل ثلاثة أنفار من المماليك الذين (٣) هناك، فحصل للعسكر من ذلك زمعة.

فكان لهم يوم عيد النحروقعة تشيب منها النواصى، وقتل فى ذلك اليوم شخص من الأمراء العشرات، يقال له جانم من قايتباى، وشخص يسمى طومان باى نائب بهسنا، وشخص يسمى قصروه نائب سنجار (٤)، وكانا حضرا صحبة الأمير آقبردى من البلاد الشامية، وقتل ممن كان بالقلعة من المماليك جماعة، ومات شخص من [الأمراء الطبلخانات يقال له برسباى اليوسفى] (٥) أبو ذقن، وكان من مماليك الظاهر جقمق، مات فجأة بالقلعة فى مدّة المحاصرة، وكان لا بأس به.


(١) القتلاء: كذا فى الأصل.
(٢) تتقع: تتقعوا.
(٣) الذين: الذى.
(٤) سنجار: يسجر، وفى ف: سنجى
(٥) الأمراء … اليوسفى: نقلا عن ف، وتنقص فى الأصل