للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فكانوا زيادة على الثلاثين أميرا، منهم مغلباى صصرق الأشرفى برسباى، وغير ذلك من الأمراء، واجتمع عنده الجمّ الغفير من العسكر من سائر الطوائف.

فكان آقبردى فى كل يوم يمدّ للأمراء والخاصكية أسمطة حافلة فى باكر النهار وآخره، ثم يحضر لهم السكر والحلوى والفاكهة والبطيخ الصيفى، واستمرّ الحرب ثائرا بين الفريقين، وحاصر آقبردى من بالقلعة أشدّ المحاصرة، ومنع الغلمان والعبيد (١) أن يصعدوا إلى القلعة بشئ من نوع الأكل، وقطع آذان جماعة من العبيد بسبب ذلك.

ثم استهلّ شهر ذى الحجة فقوى عزم آقبردى على محاصرة القلعة، فكان يركب كل يوم هو والأتابكى تمراز والأمراء والعسكر، وعلى رأسه الصنجق السلطانى يخفق، وقد أرسله إليه الملك الناصر فى الدّس، وكان له به عناية فى الباطن، فصار آقبردى يظهر أنه لم يركب على السلطان، وإنما له غرماء من الأمراء يقصد القبض عليهم؛ هذا ما كان من أمر آقبردى الدوادار، وأما ما كان من أمر الملك الناصر فإنه لم يكن عنده بالقلعة من الأمراء [سوى سودون العجمى، وجان بلاط الغورى، وقانى باى قرا الرماح، وخاله قانصوه شاد الشراب خاناه، فنصبوا عدة مكاحل حول القلعة، ونصبوا المكحلة المسماة بالمجنونة على باب السلسلة] (٢).

وصار الحرب ثائرا بين الفريقين، فبقى مع الفرقة التى بالقلعة من سلّم المدرج إلى رأس الصوّة إلى باب زويلة إلى باب النصر إلى المطرية، وصار مع الفرقة التى مع


(١) العبيد: أضيف بعدها فى ف: وأيديهم.
(٢) سوى … السلسلة: كذا فى الاصل، وفى ف: سوى قانصوه خاله، ثم صعد فى ذلك اليوم كرتباى الأحمر على الفور وكان مختفيا وجلس بالمقعد الذى برأس سلم المدرج، وكان الأمير سودون العجمى وجان بلاط الغورى وقانى باى الرماح وطومان باى الشريفى ودولات باى قرموط وغير ذلك من الأمراء ركبوا المكاحل حول القلعة وركبوا المكحلة المسماة بالمجنونة على باب السلسلة، وكان غالب مماليك قانصوه اليحياوى نائب الشام الذى توفى وحضرت مماليكه تلك الأيام كلها رماة بالسفقيات والبندقيات الرصاص، فأخذ بخاطرهم كرتباى الأحمر وخال السلطان قانصوه، ونزلوهم فى الديوان السلطانى، وأصرفوا إليهم الجامكية، حتى أنهم صاروا معهم وكانوا زيادة عن مائتى إنسان.