للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ألوف ثلاثة، وهم قانصوه الألفى، وكسباى الزينى، ويشبك قمر؛ وكان قانصوه الألفى من أجلّ الأمراء، وكان من خواص الأشرف قايتباى، وتولّى من الوظائف الدوادارية الثانية، ثم بقى مقدم ألف ثم بقى أمير آخور كبير؛ وكسباى الزينى تولّى حسبة القاهرة والدوادارية الثانية، ثم بقى مقدّم ألف؛ ويشبك قمر تولّى ولاية القاهرة، ثم بقى مقدّم ألف، فماتوا هؤلاء الأمراء أشرّ موتة، حتى قيل إن العرب قطعت أرجلهم بالخناجر، حتى أخذوا منها القيود الحديد وألقوهم هناك فى بئر خراب؛ وأما من قتل هناك من الأمراء الطبلخانات فالأمير قايتباى الأقرع الزردكاش (١)، وبرسباى الخسيف أمير آخور ثانى، وقرقماس الشريفى المحتسب، وأسنباى المبشّر، وتمراز شيخ، ودولات باى من جركس، وآخرين من الأمراء العشرات والخاصكية، وقد تقدّم القول على ذلك، وكانت هذه الواقعة من أشنع الوقائع وأبشعها.

وكان قانصوه خمسمائة لما تسحّب من الأزبكية وقصد التوجّه إلى غزّة، أخذ عدّة خيول للناس، كانت فى مرابط على البرسيم فى زمن الربيع، فحصل بسبب ذلك غاية الضرر، وكانت تلك الأيام كلها اضطراب. - ثم إن الناصر أرسل يستحثّ آقبردى الدوادار فى الدخول إلى القاهرة، وكان يظن أن الوقت قد صفا لهم، ولكن حدث بعد ذلك أمور يأتى الكلام عليها.

وفيه أخلع على جوهر المعينى الحبشى وقرّر فى الزمامية، عوضا عن فيروز الرومى بحكم قتله كما تقدّم، وقرّر عبد اللطيف الرومى فى الخازندارية الكبرى، عوضا عن فيروز أيضا. - وفيه أنعم السلطان على قانى باى قرا الرماح بتقدمة ألف، وكان أمير عشرة، وولى نيابة صهيون قبل ذلك، وأخلع على أبى يزيد الصغير وقرّر فى باشية مكة، وكان ذلك باختياره خوفا على نفسه من الفتن.

ومن الحوادث فى هذا الشهر أن مماليك الأتابكى تمراز قتلوا شخصا من خواصه، يقال له محمد البارنبارى (٢)، وكان من وسائط السوء عند تمراز، فما طاقوا مماليكه ذلك، فقتلوه، وهو جالس بباب الأتابكى تمراز، وتعصّب لهم بعض مماليك


(١) الزردكاش: فى ف: الزردكاش الكبير.
(٢) البارنبارى: فى ف: البارنبالى.