للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

السلطان، فلم يطلع من يد الأتابكى تمراز فى حقّهم شئ، وراح القتل فى كيس محمد البارنبارى، ولم تنتطح فى ذلك شاتان.

وفيه ابتدأ الملك الناصر فى الطيشان ومخالطة الأوباش والأطراف، وحملت إليه مركب صغيرة، فحملها فى البحرة، وصنع فيها حلوى (١) وفاكهة وجبن مقلى، وكان ينزل بنفسه فى المركب. ويبيع كما يصنعون البياعون فى بركة الرطلى زمن النيل، وكل هذا خفّة وصغرنة؛ ثم إنه أعرض المحابيس، فأطلق منهم جماعة، وأمر بإتلاف سبعة أنفار من أهل الفساد كانوا معهم، ثم أدخلهم إلى الحوش الذى قدّام باب قاعة البحرة، فوسّطهم بيده هناك، وعلّمه المشاعلى كيف يوسّط، ثم قطع أيديهم وآذانهم وألسنتهم بيده، والمشاعلى يعلّمه كيف يصنع، وهذا من أقبح الفعائل التى لا تليق بالملوك، ولكن قصد أن يمشى على طريق الملك الناصر فرج بن برقوق، وهى أنحس طريقة.

وفى يوم الأحد رابع عشر رجب فيه كان دخول الأمير آقبردى الدوادار إلى القاهرة، فلما دخل القاهرة زيّنت له، ودخل فى موكب حافل، وطلّب طلبا حافلا، وكان له يوم مشهود؛ ودخل معه من الأمراء آقباى نائب غزّة، وأينال باى نائب طرابلس، وشيخ العرب إبراهيم بن نبيعة، وجماعة من الأمراء والخاصكية ممن كان من عصبته وفرّ معه، منهم برد بك المحمدى الخازندار الأينالى، ودولات باى من غيبى، ومغلباى عسل، وجانم الأجرود، فهؤلاء من الأينالية، ومن القايتبيهية أسنباى الأصم، وبرسباى السلحدار، وجانى بك الصغير، وآخرين منهم.

وكان معه من الخاصكية والمماليك السلطانية، ممن فرّ مع قانصوه خمسمائة، نحو من مائتى (٢) إنسان، وكانوا فى زناجير حديد، فقصد آقبردى أن يدخل بهم قدّامه وهم فى الزناجير، فتعصّب لهم خشداشينهم وقالوا: متى فعل ذلك قتلناه، فرجع عن ذلك؛ وكان أحضر صحبته رأس قانصوه الألفى، وكسباى الزينى، ويشبك قمر، الذين (٣) قتلوا فى الخطارة، وقصد أن يشهرهم على الرماح قدّامه لما يدخل القاهرة،


(١) حلوى: حلوه.
(٢) مائتى: مائتان.
(٣) الذين: الذى.