للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أشرفية؛ فلا زالوا على ذلك حتى فعلوه؛ وتقرب هذه الواقعة مما اتفق للملك الصالح أمير حاج ابن الأشرف شعبان بن حسين بن محمد بن قلاون الألفى، أنه لما تسلطن أولا تلقّب بالملك الصالح، لما خلعه الظاهر برقوق من السلطنة وتسلطن عوضه، فلما أعيد إلى السلطنة ثانيا، وخلع برقوق بعد مضى ثمانية أشهر فى فتنة يلبغا الناصرى ومنطاش، فغيّروا لقبه ولقّبوه بالملك المنصور، وقد تقدّم سبب ذلك.

وفى هذه الأيام كثر الاضطراب بالديار المصرية، وامتنع الأمراء من طلوع الخدمة، وكثر بين الناس القال والقيل بأن المماليك يقصدون (١) أن يهجموا على السلطان ويقتلوه، فرسم السلطان بسدّ باب السلسلة وباب الميدان وباب حوش العرب، فسدّوهم بالحجر الفصّ، واستمروا على ذلك مدة طويلة، فكان الناس يطلعون (٢) إلى باب السلسلة من الباب الذى عند الصوّة تحت الطبلخانات.

وفى رجب أخلع السلطان على على بن سيف وقرّره فى أمرة آل فضل، عوضا عن أبيه. - وفيه رسم السلطان بنفى أزبك فستق الظاهرى جقمق. - وأنعم بتقادم ألوف على جماعة من الأمراء، منهم برد بك نائب جدّة، ومصر باى، وقرقماس التنمى، ولكن لم يتم له ذلك فيما بعد، وقرّر فى نيابة غزّة عوضا عن آقباى كما سيأتى الكلام على ذلك، وصيّر قانبك نائب الإسكندرية من جملة المقدّمين، وقرّر مغلباى بجمقدار فى الخازندارية. - وفيه هجم المنسر على سوق باب اللوق، وأخذوا أموال التجار وفتحوا عدّة من الدكاكين، وفعلوا مثل ذلك بسوق تحت الربع، وكسروا منه عدّة دكاكين وأخذوا ما فيها، ولم تنتطح فى ذاك شاتان.

وفيه قبض الملك الناصر على القاضى كاتب السر بدر الدين بن مزهر، وأودعه فى الطسخاناة السلطانية التى بجوار البحرة؛ وقرّر عليه أموالا لا يقدر عليها، وهذه أول نكباته، وقاسى من البهدلة والأنكاد ما يطول شرحه، واستمرّ من بعد ذلك فى النكبات تترادف عليه شيئا بعد شئ، حتى كان فيها هلاكه كما سنذكره؛ وكان


(١) يقصدون: يقصدوا.
(٢) يطلعون: أضيف بعدها فى ف: إلى القلعة من باب المدرج فقط ويطلعون.