للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إبراهيم بن غراب، ويشبك العثمانى، وآقبغا، دوادار الأمير يشبك، الدوادار، يحثّوه على القدوم، وقد سارا من دمشق، فى مستهلّه، فسار معهم، وأركب السليمانى تراكمين طرابلس فى أثر جكم، فأخذوا بعض أطرافه.

وقدم السليمانى طرابلس، فى ثانى عشرينه، وأعاد الخطبة للسلطان، ومهّد أمورها، وكتب يعلم السلطان بذلك؛ ثم خرج منها بعد يومين يستنفر الناس، فاجتمع عليه خلائق من التراكمين، والعربان، والعشران، وعسكر طرابلس، وكثير من عسكر حلب، وطائفة من المماليك السلطانية.

وكان العجل بن نعير قد استولى على معاملة الحصن، والمناصف؛ واستولى فارس ابن صاحب الباز، وأخوه (١) حسين، على سواحل اللاذقية، وجبلة، وصهيون، وبلاطنس؛ واستولى علم الدين سليمان، على حصن الأكراد، وعصى (٢) بها؛ واستولى رجب بن أمير (٣) أسد، على قلعة المرقب؛ فطرد السليمانى العجل من المعاملة، ونزل على حصن الأكراد، وحصرها؛ حتى أخذها، وأعاد بها الدعاء للسلطان.

وأخذ فى استرجاع الساحل، فقدم عليه الخبر بولاية الأمير قانباى طرابلس، ووصول متسلّمه سيف الدين بورى، ومعه شهاب الدين أحمد الملطى، على ظهر البحر، من ديار مصر؛ ففتّ ذلك فى عضده، وسار (٤) إلى علان، نائب حماة، فأشار عليه أن لا يسلّم طرابلس حتى يراجع السلطان، بما يترتب على عزله من الفساد، بتبدّد شمل العساكر، فكتب بذلك؛ ودخل بورى والملطى إلى طرابلس، وتسلّماها، وحلّفا الأمراء وغيرهم للسلطان.

وفيه، فى ثامنه، خرج الأمير شيخ، نائب الشام، ومعه الأمير يشبك، وبقيّة الأمراء، إلى لقاء الأمير جكم، فعند ما رأوه، ترجّل له يشبك، ونزل الأرض، وسلّم عليه، فلم يعبأ به، ولا التفت إليه، وجرى على عادته فى الترفّع والتكبّر؛ فشقّ ذلك


(١) وأخوه: وأخاه.
(٢) وعصى: وعصا.
(٣) أمير: ابير.
(٤) وسار: وصار.