للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

واحتاج السلطان، فاقترض من مال أيتام الأمير قلمطاى، الدوادار، عشرة آلاف مثقال، ورهن بها جوهرة، وجعل كسبها ألف دينار ومائتى دينار؛ وأخذ منهم أيضا نحو ستة عشر ألف مثقال، وباعهم بها بلدا من الجيزة.

وأخذ من تركة برهان الدين إبراهيم المحلّى، التاجر، وغيره، مالا كبيرا؛ ووزّع له قاضى القضاة شمس الدين الأخناى، خمسمائة ألف، على تركات خارجة عن المودع، منها تركة بدر الدين محمد بن فضل الله، كاتب السرّ.

وكانت النفقة على نحو خمسة آلاف مملوك، بلغت النفقة عليهم، سوى ما أنفق فى الأمراء، إلى مائتى ألف دينار وخمسين ألف دينار.

وفيه، فى سادس عشرينه، استقرّ جمال الدين فى قضاة القضاة المالكية بديار مصر، وصرف ابن خلدون. - وفيه، فى ثانى عشرينه، أعيد شيخ الإسلام جلال الدين البلقينى إلى قضاة القضاة، وصرف الأخناى.

وأما أمراء الشام، فإنّ الأمير سيف الدين علان، نائب حماة، فى تاسعه، أظهر مخالفة الأمراء، وأعلن بانتمائة إلى طاعة السلطان، وخرج من حماة يريد صهيون؛ فبعث إليه الأمير جكم عسكرا من طرابلس، صحبة حسين بن أمير أسد، الحاجب، فسبقه إلى صهيون، ونزل عليها، وحصرها عشرة أيام، وكتب إلى عشير الجبل يدعوهم، فجرت بينه وبين الأمير شيخ السليمانى، حروب، قتل فيها جماعة.

ثم سار جكم من طرابلس، فى عشرينه، وخيّم ظاهرها، فبعث شيخ السليمانى يستدعى علان، فبعث إليه نائب شيزر، على عسكر، ففرّ ابن أمير أسد بمن معه، وترك أثقاله، فأخذها السليمانى، ورتّب أمر قلعة صهيون، وجعل بيازير بها، وتوجّه إلى علان، وقد نزل على بارين، فتلقّاه، وبالغ فى كرامته، وأنزله بمخيمه.

فأخذ شيخ عند ذلك فى مكاتبة أمراء طرابلس، وتراكمينها، يدعوهم إلى طاعته، فأجابوه بالسمع والطاعة، ووعدوه بالقيام معه؛ فاضطرب أمر جكم وانسلّ عنه من معه، طائفة بعد أخرى، فمضى إلى الناعم، وقد كثر جمع السليمانى، فمشى، ومعه علان، يريدان جكم، فتركهم ومضى إلى دمشق، فأدركه فى طريقه إليها الأمير سعد الدين