للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والجواب: أن هذا محمول على غير السلب (١).

بدليل: ما ذكرنا (٢).

واحتج: بما روى عوف بن مالك الأشجعي قال: خرجت مع زيد بن حارثة (٣) في غزاة موته (٤) فرافقني رجل من مداد حمير وفي القوم رجل من الروم وذكر الخبر إلى أن قال: فقتل المددي الرومي وحاز فرسه وسلاحه فلما فتح الله تعالى للمسلمين بعث إليه خالد بن الوليد فأخذ من السلب فأتيته فقلت: يا خالد أما علمت أن رسول الله قضى بالسلب للقاتل؟ قال: بلى ولكني استكثرته، فقلت: لتردنه عليه أو لأعرفنكها عند رسول الله ، فأبى أن يرد عليه قال عوف فاجتمعنا عند رسول الله فقصصت عليه قصة المددي وما فعل خالد فقال رسول الله : "يا خالد، ما حملك على ما صنعت"؟ قال: يا رسول الله، استكثرته، فقال : "رد عليه يا خالد ما أخذت منه". قال عوف: دونك يا خالد ألم أقل لك؟ فقال : "وما ذلك؟ " فأخبرته فغضب رسول الله وقال: "يا خالد، لا ترده عليه، هل أنتم تاركو أمرائي لكم صفوة أمركم وعليكم كدره" (٥)


(١) ينظر: الأم (٤/ ١٤٩)، (٧/ ٢٤٠)، الحاوي الكبير (٨/ ٣٩٣).
(٢) ينظر: الأحكام السلطانية (١/ ٥١)، الأم (٤/ ١٤٩)، (٧/ ٢٤٠)، الحاوي الكبير (٨/ ٣٩٣).
(٣) هو زيد بن حارثة بن شراحيل، أبو أسامة، الكلبي مولى رسول الله صحابي، شهد المشاهد كلها وكان من الرماة المذكورين، وآخى رسول الله بينه وبين حمزة بن عبد المطلب. قال سالم بن عبد الله: كنا ندعو زيد بن محمد حتى نزلت آية: ﴿ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ﴾، وهو من أقدم الصحابة إسلامًا. وكان النبي لا يبعثه في سرية إلا أمره عليها، وكان يحبه ويقدمه، وجعل له الإمارة في غزوة مؤتة، فاستشهد فيها.
ينظر: سير أعلام النبلاء (١/ ٢٢٠)، الإصابة في تمييز الصحابة (٢/ ٤٩٤).
(٤) غزوة مؤتة أو سرية مؤتة، جرت الغزوة في جمادي الأول من العام الثامن للهجرة بالشام وسبب هذه المعركة أن النبي محمد بعث الحارث بن عمير الأزدي بكتابه إلى عظيم بصري، فعرض له شرحبِيل بن عمرو الغساني - وكان عاملًا على البلقاء من أرض الشام من قِبل قيصر - فأوثقه رباطًا، ثم قدمه فضرب عنقه. وكان قتل السفراء والرسل من أشنع الجرائم، يساوي بل يزيد على إعلان حالة الحرب، فاشتد ذلك على النبي محمد حين نقلت إليه الأخبار، فجهز إليهم جيشًا قوامه ثلاثة آلاف مقاتل، وهو أكبر جيش إسلامي لم يجتمع مثله قبل ذلك إلا في غزوة الخندق.
ينظر: سيرة ابن هشام (٢/ ٣٧٣) مغازي الواقدي (٢/ ٧٥٥).
(٥) أخرجه مسلم في كتاب الجهاد والسير، باب استحقاق القاتل سلب القتيل، رقم (١٧٥٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>