للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

واحتج: بما روي عن النبي قال: "ليس للمرء إلا ما طابت به نفس إمامه" (١).

والجواب: أن النبي إمام الأئمة وقد طابت نفسه به؛ لأنه دفع السلب إلى القاتل (٢).

فإن قيل: إطلاق اسم الإمام لا يتناول النبي وإن كان إمامًا في الحقيقة كما لا يتناوله إطلاق اسم المعلم وإن كان معلمًا في الحقيقة (٣).

قيل: أجمع المسلمون على إطلاق هذا الاسم عليه (٤)؛ لأنهم قالوا في دعائهم سيد المرسلين وإمام المتقين وقائد الغر المحجلين ورسول رب العالمين، ولأن الإمام إنما سمى هذا الاسم؛ لأنه يؤمهم وهم يأتمون به وهذا المعنى في الأنبياء أوجد، فهم بهذا الاسم أحق (٥).

واحتج: بما روي عن النبي أنه سئل: هل أحد أحق بشيء من المغنم؟ قال: "لا، حتى السهم يأخذه أحدكم من جنبه فليس أحق به من أخيه" (٦) وهذا عام في سائر الغنائم (٧).


(١) أخرجه الطبراني في الكبير رقم (٣٥٣٣)، والأوسط (٦٧٣٩) من حديث مكحول، عن جنادة بن أبي أمية قال: نزلنا دابق وعلينا أبو عبيدة بن الجراح، فبلغ حبيب بن مسلمة أن صاحب قبرص خرج يريد بطريق أذربيجان، ومعه زمرد وياقوت ولؤلؤ وذهب وديباج، فخرج في خيل، فقتله وجاء بما معه، فأراد أبو عبيدة أن يخمسه، فقال حبيب: لا تحرمنيه، رزقا رزقني الله، فإني سمعت رسول الله جعل السلب للقاتل. فقال معاذ: مهلا يا حبيب، فإني سمعت رسول الله يقول: "إنما للمرء ما طابت به نفس إمامه".
وقال الهيثمي في "المجمع (٥/ ٣٣١): "رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه عمرو بن واقد وهو متروك"، وضعفه البيهقي في "المعرفة (٩/ ٨).
(٢) ينظر: الأحكام السلطانية (١/ ٥١)، الأم (٤/ ١٤٩)، (٧/ ٢٤٠)، الحاوي الكبير (٨/ ٣٩٣).
(٣) ينظر: المبسوط (١٠/ ٤٧ - ٤٩)، بدائع الصنائع (٧/ ١١٥)، الهداية شرح بداية المبتدي (٢/ ٣٩٢).
(٤) ينظر: الأوسط في السنن والإجماع والاختلاف (٥/ ٤٤٣)، (٤/ ٣٤٥).
(٥) ينظر: الأحكام السلطانية (١/ ٥١)، الأم (٤/ ١٤٩)، (٧/ ٢٤٠)، الحاوي الكبير (٨/ ٣٩٣).
(٦) أخرجه الطحاوي في شرح المعاني رقم (٥١٩٨)، (٥١٩٩)، (٥٤٢٠)، (٥٤٢١)، وفي شرح المشكل (٣٤٥٣)، (٣٤٥٣). والبيهقي في الكبرى رقم (١٨٠١٢).
والحديث ضعفه الطحاوي في شرح المشكل (٣٤٥٣).
(٧) ينظر: المبسوط (١٠/ ٤٧ - ٤٩)، بدائع الصنائع (٧/ ١١٥)، الهداية شرح بداية المبتدي (٢/ ٣٩٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>