للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والمقير (١)، والجر (٢) " (٣).

وروى أحمد في الأشربة: أن وفد عبد القيس قدموا على النبي ، فقال: "لا تنتبذوا في الدباء، والحنتم، والنقير (٤)، والمزفت، وانتبذوا في السقاء والأدم (٥)، فإنها توكأ وتعلق" (٦) فعلم أن الإباحة انصرفت إلى ذلك (٧).

فإن قيل: فعندكم أن الأوعية منهي عنها أيضا، فلا معنى لحمل الإباحة على ذلك، وقد قال أحمد في رواية محمد بن موسى (٨) قال: سألت أحمد قلت: أباح النبي الأوعية بعدما نهى عنها فقال: يروى فيه أحاديث إلا أن الحديث في نهيه عن الأوعية أكثر، فقلت: تكره الأوعية؟ قال: نعم (٩).


(١) المقير: ما طلى بالقار وهو نبت يحرق إذا يبس تطلى به السفن وغيرها.
ينظر: تاج العروس (١٣/ ٥٠١)، تهذيب (٤/ ٣٥٥).
(٢) الجر: جمع جرة، وهي الإناء الصغير يصنع من الفخار أو الخذف.
ينظر: لسان العرب (١٣/ ٤٨٧)، شمس العلوم (٢/ ٩٢٧).
(٣) أخرجه البخاري في كتاب الأشربة، باب الخمر من العسل، وهو البتع رقم (٥٥٨٦)، ومسلم في كتاب الأشربة، باب كراهة انتباذ التمر والزبيب مخلوطين رقم (١٩٩٣).
(٤) النقير: أصل النخلة ينقر وسطها ثم ينبذ فيه التمر ويلقى عليه الماء ليصير نبيذا مسكرا. والنهي واقع على ما يعمل فيه لا على اتخاذ النقير فيكون على حذف المضاف تقديره: عن نبيذ النقير وهو فعيل بمعنى مفعول.
ينظر: النهاية في غريب الأثر (٥/ ٢١٨)، لسان العرب (٥/ ٢٢٧).
(٥) الأدم: جمع أديم، وهو إناء يصنع من الجلد.
ينظر شمس العلوم (١/ ٢٠٧)، لسان العرب (١٢/ ١٠).
(٦) أخرجه أحمد في الأشربة (ص ٧١) برقم (١٧٢) بلفظ: "لا تشربوا في الدباء، ولا في المزفت، ولا في النقير، ولا في الجر، واشربوا في الأسقية"، وهو عند أحمد في مسنده بألفاظ متقاربة أقربها لهذه الرواية ما رواه في مسند أبي هريرة برقم (١٠٣٧٣): أن وفد عبد القيس، حين قدموا على النبي "نهاهم عن الحنتم، والنقير، والمزفت، والمزادة المجبوبة، وقال: انتبذ في سقائك، وأوكه، واشربه حلوا طيبا"، وأخرجه مسلم في كتاب الأشربة، باب النهي عن الانتباذ في المزفت والدباء والحنتم والنقير، وبيان أنه منسوخ، وأنه اليوم حلال ما لم يصر مسكرا رقم (١٩٩٥) عن عائشة ، وأخرجه البخاري في كتاب الأشربة، باب ترخيص النبي في الأوعية والظروف بعد النهي رقم (٥٥٩٥) بلفظ متقارب.
(٧) ينظر: مسائل الإمام أحمد وإسحاق بن راهوايه (٨/ ٤٠٦٩) رقم (٢٩٠١)، المغني (٩/ ١٧٢)، الشرح الكبير (١٠/ ٣٤٠)، الحاوي (١٣/ ٣٩٧).
(٨) محمد بن موسي بن مشيش البغدادي، ذكره أبو بكر الخلال فقال: كان يستملي لأبي عبد الله، وكان من كبار أصحابه، روى عن أبي عبد الله مسائل مشبعة جيادا، وكان جاره، وكان يقدمه ويعرف حقه.
ينظر: طبقات الحنابلة (١/ ٣٢٣)، المقصد الأرشد (٢/ ٤٩٥).
(٩) ينظر: بدائع الصنائع (٥/ ١١٧)، العناية (١٠/ ١٠٦)، البحر الرائق (٨/ ٢٤٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>