للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال أبو علي الأهوازي:" هي لغات قريش، ومن ينتهي نسبه إليها، لنزوله بلغتهم، لأنهم قوم الرسول ، وهي أفصح اللغات".

وقال الفرّاء (١):" لأنّهم جاوروا البيت فكانت تفزع (٢) إليهم القبائل على تنوعها، ويخاطبونهم فيختارون من كلّ لغة فصحاها، /ومن كلّ وجه أحسنه، [فجاؤوا] (٣) فصاحا صباحا (٤) ".

ومن ثمّ كتب عمر إلى ابن مسعود:" إنّ الله أنزل القرآن بلغة هذا الحي من قريش فأقرئ النّاس بلغة قريش، ولا تقرئهم بلغة هذيل "، حين أقرأ «عتى» (٥) بالعين.

وذهب أبو عبيد وآخرون إلى أنّ المراد اختلاف اللغات، وهو اختيار ابن عطية، وتعقب بأنّ لغات العرب أكثر من سبعة، وأجيب بأنّ المراد أفصحها (٦).

وقال أبو حاتم السجستاني (٧):" نزل بلغة قريش، وهذيل، وتيم، والأزد، وربيعة، وهوازن، وسعد بن بكر "، واستنكره ابن قتيبة، واحتجّ بقوله تعالى: ﴿وَما أَرْسَلْنا﴾


(١) الفراء، يحيى بن زياد بن عبد الله، أبو بكر الأسلمي النحوي الكوفي، توفي ٢٠٧ هـ، يروي عن الكسائي، وروى عنه سلمة بن عاصم وغيره، له كتاب معاني القرآن، سير أعلام النبلاء ١٠/ ١١٨، مراتب النحويين ٨٦، وفيات الأعيان ٦/ ١٧٦.
(٢) فزع إليه: لجأ واستغاث، وفزع القوم: أغاثهم ونصرهم، الوسيط ٢/ ٧١٢ مادة فزع.
(٣) ما بين المعقوفين سقط من الأصل.
(٤) فصاحا صباحا: فصاحا جمع فصح، وهو ما خلص من الشوائب، وفصح الرجل انطلق لسانه بكلام صحيح واضح، الوسيط ٢/ ٧١٦، والصباح جمع صبح، وصبح الوجه أشرق وجمل، الوسيط ١/ ٥٢٤.
(٥) أي: «حتى حين» كما في سورة يوسف: ٣٥.
(٦) غريب الحديث ٢/ ٦٤٢، المحرر لابن عطية ١/ ٢٧.
(٧) أبو حاتم السجستاني، سهل بن محمد بن عثمان بن يزيد، إمام البصرة في النحو، والقراءة، واللغة، والعروض، أخذ عن يزيد بن هارون، والأصمعي، ويعقوب وقرأ عليه القرآن الكريم، حدث عنه أبو داود، والنسائي، في كتابيهما، له كتاب (إعراب القرآن)، و (ما يلحن فيه العامة)، و (اختلاف المصاحف)، مات سنة ٢٥٥ هـ، انظر: السير ٢/ ٢٦٨، وفيات الأعيان ٢/ ٤٣٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>