للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقوله: «ورده خمس» أي ليس عجيبا أن يصبح السير، ويطرق الماء، أي: يأتيه طروقاً، أي مساء، وورده خمس، أي: لا يوصل إليه في المسير إلا في اليوم الخامس، فيسير هو في يوم واحد، لأنه ليس في ذكر الطروق فائدة إلا إذا كان السير من أول نهار ذلك اليوم، وإلا فالكودن والحمير قد تطرق ذلك الماء بعد سير أيام ولذلك قال:

يترك ما مر مذ قبيل به ... كأن أدنى عهد به الأمس

وإنما أراد السرعة.

وقوله: «لا الربع في نقعه ولا السدس» فالربع أراد جمع رباع، والسدس جمع سديس، وأراد الربع والسدس، فسكن عين الفعل، والرباعي من الخيل الذي قد سقطت رباعيته في السنة الرابعة، وفي السنة الخامسة هو قارح، وليس السديس من أوصاف الخيل، وإنما ذلك في الإبل، وهذا غلط منه إن كان أراد الخيل، وإن كان أراد الرباعي من الإبل، وهو الذي يلقى رباعيته في السنة السادسة، والسديس هو الذي يلقى السن التي بعد الرباعية في السنة التاسعة لا يلحقان نقعه -أي غباره- فذلك سائغ، أي أن الإبل لا تلحقه في الجري أو في السير.

ووجدت في في أكثر النسخ العتق:

وهو إذا ما أعرت عذرته ... عينيك لاحت كأنها بري

و «العرس» من الفرس هي خصلة الشعر التي على قفاه، وليس بياض ذلك الشعر بمحمود، بل هو عندي عيب، كما أن بياض الناصية عيب ويسمى: السعف، وه من عيوب الخيل، وما أظنه قال إلا «غرته».

<<  <  ج: ص:  >  >>