للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فهذا ما وجدت له من وصف الخيل في هذه القصائد الأربع، وليس له طبع في وصف الخيل يدل على ذلك قلة معرفته بها، وملابسته لها.

وقد قال البحتري وأحسن كل الإحسان:

مالت نواحي عرفه فكأنها ... عذبات أثل مال تحت حمامه

واسود ثم صفت لعيني ناظر ... جنباته فأضاء في إظلامه

ومقد الأذنين يحسب أنه ... بهما يرى الشخص الذي لأمامه

يختال في استعراضه ويكب في اسـ ... ـتدباره ويشب في استقدامه

وإذا التقى الثفر القصير وراءه ... فالطول حظ عنانه وحزامه

وكأن فارسه وراء قذاله ... ردف فلست تراه من قدامه

لانت معاطفه فخيل أنه ... للخيزران مناسب بعظامه

في شعلة كالشيب مر بمفرقي ... غزل لها عن شيبه بغرامه

ومردد بين القوافي يجتني ... ما شاء من ألف القريض ولامه

وكأن صهلته إذا استعلى بها ... رعد تقعقع في ازدحام غمامه

مثل الغراب بدا يباري صحبه ... بسواد نقبته وحسن قوامه

أو كالعقاب نقض من عليائه ... في باقر الصمان أو أرامه

لا شيء أجود منه غير فتى غدا ... من جوده الأوفى ومن إنعامه

<<  <  ج: ص:  >  >>