للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

وهذا حديث شامي جيد.

وقد استشهد مسلم بمثل هذا الإسناد في المتابعات [صحيح مسلم (١٩٧٥)]، وأبو الزاهرية قد سمع من جبير بن نفير [السير (٥/ ١٩٣)، تاريخ الإسلام (٦/ ٥١٧)].

ومعاوية بن صالح الحضرمي الحمصي: صدوق، له إفرادات وغرائب وأوهام، ولأجل ذلك تكلم فيه من تكلم، والأكثر على توثيقه، وقد أكثر عنه مسلم، لكن أكثره في المتابعات والشواهد [راجع: فضل الرحيم الودود (٧/ ٣٥٨/ ٦٦٦)].

وقد صححت لمعاوية بن صالح أحاديث معروفة قد توبع عليها [انظر مثلاً: فضل الرحيم الودود (١/ ٢٨٥/ ٦٩) و (٣/ ٤٦/ ٢١١) و (٣/ ١٠٢/ ٢٢٦) و (٤/ ٢٤٣/ ٣٦٦) و (٥/ ٤١٦/ ٤٧٢) و (٧/ ٥٨٩/ ٦٩٩) و (٨/ ٣٥٥/ ٧٥٩) و (٨/ ٦١٣/ ٧٩٧) و (٩/ ٣٣٩/ ٨٤٥) و (٩/ ٤٧٧/ ٨٧٣)، وما تحت الحديث رقم (١٠٩١)، الشاهد الرابع، والحديث رقم (١١١٨)، والحديث رقم (١٢٧٣) طريق رقم (١٣) من طرق حديث عائشة، والحديث رقم (١٢٨٩)، والحديث رقم (١٣٣٣)].

ورددت له أحاديث لم يتابع عليها [انظر: فضل الرحيم الودود (٢/ ١٠/ ١٠٥) و (٧/ ٣٥٦/ ٦٦٦) و (٨/ ٣٥٥/ ٧٥٩) و (٨/ ٣٩٣/ ٧٦٦)، والحديث رقم (١٢٧٧)، وما تحت الأحاديث رقم (١٢٥٥ و ١٣٤٥ و ١٣٥٢)].

وهذا الحديث إسناده فيه شامي؛ فإن أبا الزاهرية حدير بن كريب: تابعي حمصي ثقة، بلدي لمعاوية بن صالح، ولم يختلف الثقات عليه فيه اختلافاً مؤثراً، مما يجعل النفس تطمئن لكونه ضبطه وحفظه، لا سيما والحديث محفوظ من وجه آخر عن جبير بن نفير عن أبي ذر، كما تقدم بيانه، وقد صححه ابن خزيمة.

* قال ابن خزيمة: "هذه اللفظة: "إلا وراءكم"، هو عندي من باب الأضداد، ويريد: أمامكم؛ لأن ما قد مضى هو وراء المرء، وما يستقبله هو أمامه، والنبي - صلى الله عليه وسلم - إنما أراد: "ما أحسب ما تطلبون" - أي: ليلة القدر - إلا فيما تستقبلون، لا أنها فيما مضى من الشهر، وهذا كقوله عز وجل: {وَكَانَ وَرَاءَهُمْ مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا (٧٩)} [الكهف: ٧٩]، يريد: وكان أمامهم".

وله شاهد من حديث النعمان بن بشير:

رواه زيد بن الحباب، وعبد الله بن وهب، وعبد الله بن صالح [وهم ثقات]:

عن معاوية بن صالح، قال: حدثني نعيم بن زياد أبو طلحة [الأنماري]، قال: سمعت النعمان بن بشير على منبر حمص، يقول: قمنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في شهر رمضان ليلةَ ثلاثٍ وعشرين إلى ثلث الليل الأول، ثم قمنا معه ليلةَ خمسٍ وعشرين إلى نصف الليل، ثم قمنا معه ليلةَ سبعٍ وعشرين حتى ظننا أن لا ندرك الفلاح، وكانوا يسمونه السحور. لفظ زيد بن الحباب، وعبد الله بن صالح.

زاد في رواية لزيد: قال: فأنتم تقولون: ليلة سابعة، ليلة تسع وعشرين، ونحن نقول: ليلة سابعة ليلة سبع وعشرين، فأيما أصوب نحن أو أنتم؟

<<  <  ج: ص:  >  >>