أخرجه أحمد (٥/ ١٧٢)، والطبراني في مسند الشاميين (٢/ ٩١/ ٩٧٢)، وفي المعجم الأوسط (١/ ١٤٠/ ٤٤٢). [الإتحاف (١٤/ ١٣٠/ ١٧٥١٧)، المسند المصنف (٢٧/ ٣١٩/ ١٢٣١٨)].
رواه عن أبي اليمان: أحمد بن حنبل [ثقة حجة، إمام فقيه]، وأحمد بن خليد الحلبي [ثقة. مختصر تاريخ دمشق (٣/ ٩٣)، الثقات (٨/ ٥٣)، تعليقات الدارقطني على المجروحين (٢٩٢)، بغية الطلب في تاريخ حلب (٢/ ٧٣٠)، السير (١٣/ ٤٨٩)، تاريخ الإسلام (٢١/ ٥٦)، الثقات لابن قطلوبغا (١/ ٣٣١)].
قال الطبراني:"لم يرو هذا الحديث عن شريح بن عبيد إلا صفوان بن عمرو". قلت: هذا الحديث وإن كان معروفاً من حديث جبير بن نفير عن أبي ذر؛ إلا أن في رواية الوليد بن مسلم سلوكاً للجادة، وهو غريب من حديث عبد الرحمن بن جبير بن نفير، ويبدو لي: أن رواية أبي اليمان أشبه بالصواب، فإن رواية أهل بلد الرجل أولى من رواية الغرباء، والحديث الذي عرف في بلده أولى من الحديث الذي لم يُعرف إلا خارجها.
وبناءً عليه: فالحديث رجاله ثقات، وهو منقطع؛ فإن شريح بن عبيد الحضرمي: حمصي تابعي ثقة، كثير الإرسال، لم يدرك أبا ذر، وأبو ذر متقدم الوفاة، بين وفاتيهما قرابة سبعين سنة، وأيضاً فإن شريحاً لم يسمع ممن تأخرت وفاته عن أبي ذر [المراسيل (٣٢٧)، تاريخ دمشق (٢٣/ ٦٤)، جامع التحصيل (٢٨٣)، تحفة التحصيل (١٤٦)، التهذيب (٢/ ١٦١)].
ج - ورواه زيد بن الحباب [ثقة][وعنه: أحمد بن حنبل، وعبدة بن عبد الله الصفار]، وعبد الله بن وهب [ثقة حافظ]:
عن معاوية بن صالح، قال: حدثني أبو الزاهرية حدير بن كريب، عن جبير بن نفير، عن أبي ذر، قال: قمنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ليلة ثلاث وعشرين في شهر رمضان إلى ثلث الليل الأول، ثم قال:"لا أحسب ما تطلبون إلا وراءكم"، ثم قمنا معه ليلة خمس وعشرين إلى نصف الليل، ثم قال:"لا أحسب ما تطلبون إلا وراءكم"، فقمنا معه ليلة سبع وعشرين حتى أصبح، وسكت. لفظ زيد بن الحباب [عند أحمد وابن خزيمة].
ولفظ ابن وهب [عند الفريابي والطبراني]: قمنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليلة ثلاث وعشرين إلى ثلث الليل الأول، فقلنا: يا رسول الله قد كنا نظن أنك تستقلنا [وفي رواية: ستعطينا] ليلتنا هذه، فقال:"ما أحسب ما تظنون إلا وراءكم"، ثم قام بنا ليلة خمس وعشرين إلى نصف الليل، فقلنا: يا رسول الله قد كنا نرجو أنك تستقلنا ليلتنا هذه، فقال:"ما أحسب ما تطلبون إلا وراءكم" [وفي رواية: "ما أحسب ما تطلبون إلا أمامكم"]، ثم قام بنا ليلة سبع وعشرين [حتى الصبح]، فلم يقل شيئاً [وفي رواية: ثم لم يقم بنا شيئاً].
أخرجه ابن خزيمة (٣/ ٣٣٧/ ٢٢٠٥)، وأحمد (٥/ ١٨٠)، وجعفر الفريابي في الصيام (١٥١)، والطبراني في مسند الشاميين (٣/ ١٤٢/ ١٩٥٧). [الإتحاف (١٤/ ١٠٨/ ١٧٤٨٠ و ١٧٤٨١)، المسند المصنف (٢٧/ ٣١٩/ ١٢٣١٧)].