للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

ولفظ ابن وهب [عند الفريابي، والطبراني في مسند الشاميين]: قمنا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ليلة ثلاث وعشرين حتى ذهب ثلث الليل، ثم صلينا معه ليلة أربع وعشرين فخفف، ثم صلينا معه ليلة خمس وعشرين إلى نصف الليل، فلما كانت ليلة صت وعشرين خفف، ثم قمنا معه ليلة سبع وعشرين، حتى ظننا أنا لا ندرك الفلاح، وكنا ندعو السحور الفلاح.

أخرجه النسائي في المجتبى (٣/ ٢٥٣/ ١٦٠٦)، وفي الكبرى (٢/ ١١٤/ ١٣٠١)، وابن خزيمة (٣/ ٣٣٦/ ٢٢٠٤)، والحاكم (١/ ٤٤٠) (٢/ ٣٥٣/ ١٦٢٥ - ط الميمان)، وأحمد (٤/ ٢٧٢)، وابن أبي شيبة (٢/ ١٦٤/ ٧٦٩٦)، ويعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ (٣/ ١٧٣)، وابن نصر المروزي في قيام رمضان (٢١٦ - مختصره)، وجعفر الفريابي في الصيام (١٥٥ و ١٥٦)، والطبراني في الكبير (٢١١ - قطعة من مسند النعمان بن بشير)، وفي مسند الشاميين (٣/ ١٩٣/ ٢٠٦٣)، وابن عبد البر في التمهيد (٨/ ١١٣). [التحفة (٩/ ٢٥٨/ ١١٦٤٢)، الإتحاف (١٣/ ٥٢٠/ ١٧٠٨٦)، المسند المصنف (٢٥/ ٣٦٨/ ١١٣٧٢)].

قال الحاكم: "هذا حديث صحيح على شرط البخاري، ولم يخرجاه، وفيه الدليل الواضح أن: صلاة التراويح في مساجد المسلمين سنة مسنونة، وقد كان علي بن أبي طالب يحث عمر -رضي الله عنهما- على إقامة هذه السُّنَّة إلى أن أقامها".

فتعقبه الذهبي بقوله: "كذا قال، ومعاوية إنما احتج به مسلم، وليس الحديث على شرط واحد منهما، بل هو حسن".

وقال النووي في الخلاصة (١٩٦٠): "رواه النسائي بإسناد حسن".

قلت: هو حديث جيد، احتج به النسائي، وصححه ابن خزيمة والحاكم.

نعيم بن زياد أبو طلحة الأنماري: ثقة، سمع النعمان بن بشير [التاريخ الكبير (٨/ ٩٥ و ٩٧)، التهذيب (٤/ ٢٣٦)]، ويحتمل من معاوية بن صالح في مثل هذا التعدد في الأسانيد، إذ قد رواه عنه بالوجهين اثنان من أصحابه: زيد بن الحباب، وعبد الله بن وهب، والله أعلم.

لكن مما ينبغي التنبيه عليه: اشتمال رواية ابن وهب على زيادة لا تثبت في هذه الواقعة، فالأقرب أن حديث النعمان بن بشبر يروي نفس الواقعة التي رواها أبو ذر الغفاري، حيث إن النبي -صلى الله عليه وسلم- صلى بهم ثلاث ليال فقط: ليلة الثالث والعشرين إلى ثلث الليل، وليلة الخامس والعشرين إلى منتصف الليل، وليلة السابع والعشرين إلى أن خافوا أن يفوتهم السحور، وقد نص على أنه -صلى الله عليه وسلم- لم يصل بهم بقية الليالي، ومن ثم فإن قول ابن وهب في هذه الرواية: "ثم صلينا معه ليلة أربع وعشرين فخفف"، ثم قال: "فلما كانت ليلة ست وعشرين خفف"، فهاتان الجملتان شاذتان لا تثبتان في هذه الواقعة، ولعلها من أوهام معاوية بن صالح، وهم فيها حين حدث به ابن وهب، لا سيما وسماع ابن وهب منه كان في القدمة الثانية إلى مصر، كما قد حررت ذلك عند الحديث رقم (٦٦٦)، راجع فضل الرحيم الودود (٧/ ٣٥٩/ ٦٦٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>