الآجري (١٢٥)، الثقات (٤/ ١١١)، معرفة الصحابة لأبي نعيم (٢/ ٥٢٥)، الاستيعاب (٣١٤)، تاريخ الإسلام (٥/ ٣٨١)، السير (٤/ ٧٦)، إكمال مغلطاي (٣/ ١٧٠)، تحفة التحصيل (٤٧)، الإصابة (١/ ٦٣١)، التهذيب (١/ ٢٩٢)].
والوليد بن عبد الرحمن الجرشي، مولى آل أبي سفيان، الأنصاري: حمصي ثقة، من الطبقة الرابعة، سمع جبير بن نفير، قاله البخاري [التاريخ الكبير (٨/ ١٤٧)، الجرح والتعديل (٩/ ٩)، الثقات (٧/ ٥٥٢)، التهذيب (٤/ ٣١٩)].
وداود بن أبي هند: بصري، ثقة متقن، من الطبقة الخامسة.
فهو إسناد صحيح متصل.
وأما تسمية الليالي التي قامها النبي - صلى الله عليه وسلم -، فهكذا سماها محمد بن فضيل، وتابعه على ذلك: يزيد بن زريع، وهشيم، وخالد الطحان، وابن أبي زائدة، وابن المفضل، ومسلمة بن علقمة، ووهيب بن خالد [عند الطحاوي]، فكان العد عندهم بما بقي من الشهر.
وجاء في رواية ابن أبي زائدة تسمية الليلة الخامسة التي بقيت، والتي صلى بهم حتى ذهب شطر الليل، قال:"ثم قام بنا ليلةَ خمسٍ وعشرين حتى ذهب نحوٌ من شطر الليل".
ولفظ الثوري يزيده وضوحاً: صمنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رمضان فلم يقم بنا شيئاً من الشهر حتى بقي سبعٌ [ليال]، فقام بنا حتى ذهب نحو من ثلث الليل، ثم لم يقم بنا الليلة الرابعة، وقام بنا الليلة التي تليها [ليلة الخامسة] حتى ذهب نحو من شطر الليل، قال: فقلنا: يا رسول الله! لو نفلتنا بقية ليلتنا هذه؟ فقال:"إن الرجل إذا قام مع الإمام حتى ينصرف حسب له بقية ليلته"، ثم لم يقم بنا [ليلة] السادسة، وقام بنا [ليلة] السابعة، وقال: وبعث إلى أهله [ونسائه]، واجتمع الناس، فقام بنا حتى خشينا أن يفوتنا الفلاح، قال: قلت: وما الفلاح؟ قال: السحور.
وهاتان الروايتان تؤكدان أن الشهر كان ناقصاً في هذه السُّنَّة، وأن الليالي التي صلى بهم النبي - صلى الله عليه وسلم - فيها: هي ليلة الثالث والعشرين، وليلة الخامس والعشرين، وليلة السابع والعشرين، والثوري وابن أبي زائدة: من كبار الحفاظ المتقنين، الذين تقبل زيادتهم، وتقدم روايتهم على غيرهم عند الاختلاف.
بينما وقع في رواية علي بن عاصم [عند أحمد]: أن الليالي التي قامها النبي - صلى الله عليه وسلم - على الترتيب الوارد في الحديث: ليلة أربع وعشرين، وليلة ست وعشرين، وليلة ثمان وعشرين، وفسرها في رواية البيهقي، فقال علي بن عاصم في الأولى: هذه السابعة، وقال في الثانية: هذه الخامسة، وقال في الثالثة: ثلاث بقين.
وعلى هذه الرواية يكون الشهر تاماً ثلاثين يوماً.
وهذه الرواية وهم بلا شك، وعلي بن عاصم الواسطي: صدوق، كثير الغلط والوهم، فإذا روجع أصر ولم يرجع، لذا فقد تركه بعضهم.