فروياه عن عمارة بن زاذان، عن ثابت، عن أنس؛ أنه كان يصلي ما بين المغرب والعشاء، ويقول: هي {نَاشِئَةَ اللَّيْلِ}.
أخرجه ابن المبارك في الزهد (١٢٦٣)، وابن أبي شيبة (٢/ ١٥/ ٥٩٢٦) (٤/ ٢٧٨/ ٦٠٥٨ - ط. الشثري)، والآجري في قيام الليل والتهجد (٤٠).
قلت: ولا يثبت هذا عن أنس؛ فإن عمارة بن زاذان الصيدلاني: لا بأس به، في حديثه عن ثابت مناكير، قال أحمد: "يروي عن ثابت عن أنس: أحاديث مناكير" [التهذيب (٣/ ٢١٠)، شرح العلل (٢/ ٦٩٢)، التقريب (٤٥٠)].
• وله شاهد من حديث بلال:
يرويه عبد الله بن شبيب، قال: نا الوليد بن عطاء بن الأغر، قال: نا عبد الحميد بن سليمان، قال: حدثني مصعب، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، قال بلال: لما نزلت هذه الآية {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ} الآية، كنا نجلس في المجلس، وناس من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - يصلون بعد المغرب إلى العشاء، فنزلت هذه الآية: {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ}.
أخرجه البزار (٤/ ٢٠٢/ ١٣٦٤).
قال البزار: "ولا نعلم روى أسلم عن بلال إلا هذا الحديث، ولا نعلم له طريقًا عن بلال غير هذا الطريق".
قلت: هو حديث واهٍ؛ مصعب بن ثابت بن عبد الله بن الزبير بن العوام الأسدي: ليس بالقوي [راجع: ترجمته في: فضل الرحيم الودود (٧/ ٣٧٤/ ٦٧٠)].
وعبد الحميد بن سليمان، أخو فليح، الخزاعي المدني الضرير، نزيل بغداد: ضعيف.
والوليد بن عطاء: شيخ مكي، لم يوثقه معتبر [الميزان (٤/ ٣٤٢)، اللسان (٦/ ٢٧٢)، الكامل (٧/ ٧٩)]، وعبد الله بن شبيب: واهٍ، ذاهب الحديث، كان يسرق الحديث [الميزان (٢/ ٤٣٨)، اللسان (٤/ ٤٩٩)].
• ومما روي مرفوعًا في هاتين الآيتين:
١ - حديث معاذ بن جبل: وله طرق منها:
أ - ما رواه محمد بن جعفر غندر، وحجاج بن محمد المصيصي، وأبو داود الطيالسي، وأبو النضر هاشم بن القاسم، وروح بن عبادة، وعمرو بن مرزوق، وأبو زيد سعيد بن الربيع الهروي [وهم ثقات، وفيهم أثبت الناس في شعبة]:
عن شعبة، عن الحكم، قال: سمعت عروة بن النزال، يحدث عن معاذ بن جبل [وفي رواية روح: قال شعبة: فقلت له: سمعه من معاذ؟ قال: لم يسمعه منه، وقد أدركه]، قال: أقبلنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من غزوة تبوك، فلما رأيته خليًّا، قلت: يا رسول الله! أخبرني بعمل يدخلني الجنة، قال: "بخ، لقد سألت عن عظيم، وهو يسير على