والركوع والسجود جميعًا، وذلك دليل على تفضيل التطويل على كثرة الركوع والسجود".
وقال الترمذي: "حديث ثوبان وأبي الدرداء في كثرة الركوع والسجود: حديث حسن صحيح.
وقد اختلف أهل العلم في هذا:
فقال بعضهم: طول القيام في الصلاة أفضل من كثرة الركوع والسجود.
وقال بعضهم: كثرة الركوع والسجود أفضل هن طول القيام.
وقال أحمد بن حنبل: قد روي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في هذا حديثان، ولم يقض فيه بشيء.
وقال إسحاق: أما بالنهار فكثرة الركوع والسجود، وأما بالليل فطول القيام، إلا أن يكون رجل له جزء بالليل يأتي عليه، فكثرة الركوع والسجود في هذا أحب إلي؛ لأنه ياتي على جزئه، وقد ربح كثرة الركوع والسجود.
وإنما قال إسحاق هذا لأنه كذا وصف صلاة النبي - صلى الله عليه وسلم - بالليل، ووصف طول القيام، وأما بالنهار فلم يوصف من صلاته من طول القيام ما وصف بالليل".
* * *
١٣٢١ قال أبو داود: حدثنا أبو كامل: حدثنا يزيد بن زريع: حدثنا سعيد، عن قتادة، عن أنس بن مالك، في هذه الآية: {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (١٦)} [السجدة: ١٦]، قال: كانوا يتيقَّظُون ما بين المغرب والعشاء يصلُّون، وكان الحسن يقول: قيام الليل.
* حديث صحيح
أخرجه من طريق أبي داود: البيهقي (٣/ ١٩)، [التحفة (١/ ٥٤٩/ ١٢١٢)، المسند المصنف (٢/ ٥٨/ ٥٩٣)].
هكذا رواه عن يزيد بن زربع: أبو كامل الجحدري فضيل بن حسين، وهو: بصري، ثقة متقن.
• خالفه فأرسله: بشر بن معاذ العقدي [وهو: بصري، صالح الحديث، صدوق]، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ}، قال: كانوا يتنفلون ما بين صلاة المغرب وصلاة العشاء.
أخرجه ابن جرير الطبري في تفسيره (١٠/ ٢٣٩ / ٢٨٢٢٨).
قلت: أخاف أن يكون هذا الوجه وهم من النساخ بإسقاط أنس من الإسناد، بدليل قوله في الرواية: كانوا يتنفلون ما بين صلاة المغرب وصلاة العشاء، وهذه الجملة الأليق أنها من قول أنس يصف بها حال الصحابة؛ وإلا فإن أبا كامل الجحدري أثبت من بشر بن معاذ، وزيادته في الإسناد مقبولة، والله أعلم.