للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

وزيد بن أرطاة الفزاري الدمشقي: ثقة، سمع جبير بن نفير، والعلاء بن الحارث الحضرمي الدمشقي: ثقة فقيه.

ومعاوية بن صالح الحضرمي الحمصي: صدوق، له إفرادات وغرائب وأوهام، ولأجل ذلك تكلم فيه من تكلم، والأكثر على توثيقه، وقد أكثر عنه مسلم، لكن أكثره في المتابعات والشواهد [راجع: فضل الرحيم الودود (٧/ ٣٥٨/ ٦٦٦)]، وهذا من أفراده.

قلت: فكلا الطريقين عن ابن عمر مرسل، لم يروه عن ابن عمر سوى أهل الشام، ولم يتابعهم عليه أحد من أهل المدينة، ولا من أصحاب ابن عمر على كثرتهم، فقد روى عن ابن عمر خلائق من أهل الحجاز وأهل العراق وغيرهم، فهو حديث غريب من حديث ابن عمر، واللّه أعلم.

* وفي الباب أيضًا أحاديث أخرى، رويت عن ابن عمر، وجابر بن سمرة، وأنس بن مالك، وسلمان الفارسي، وغيرهم، ولا تخلو أسانيدها من مقال، كإرسال، أو علة خفية، أو نكارة، وأما حديث ابن عمر، وجابر بن سمرة؛ فهما حديثان منكران: انظر ما أخرجه ابن المبارك في الزهد (١٢٨٧)، والبزار (٦/ ٤٧٦/ ٢٥٠٨)، وابن نصر المروزي في تعظيم قدر الصلاة (٣١٩)، وابن الأعرابي في المعجم (٢/ ٥٩٦/ ١١٧٦)، والطبراني في الكبير (٢/ ٢٤٥/ ٢٠٢٩) و (٦/ ٢٥٠/ ٦١٢٥)، وفي الأوسط (٣/ ٦٣/ ٢٤٨٨)، وفي الصغير (١١٥٣)، وفي مسند الشاميين (١/ ٤١٨/ ٧٣٦)، وأبو طاهر المخلص في الثاني عشر من فوائده بانتقاء ابن أبي الفوارس (٦٠) (٢٨١٣ - المخلصيات)، وأبو نعيم في الحلية (٧/ ٣١٤)، وابن عدي في الكامل (٧/ ٤٧)، وابن شاهين في الترغيب في فضائل الأعمال (٣٧ - ٣٩)، والبيهقي في الشعب (٥/ ٤٣٠/ ٢٨٧٥)، والخطيب في تاريخ بغداد (١٤/ ٣١٣)، وإسماعيل الأصبهاني في الترغيب والترهيب (٣/ ١٩/ ١٩٨٤)، وابن حجر في نتائج الأفكار (٢/ ١٠٩). وانظر: علل ابن أبي حاتم (٣٤٢).

* فائدة: اختلف أيهما أفضل طول القيام، أم كثرة الركوع والسجود؟

والجواب قد وقع فيما أجاب به النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم -؛ فقد روى الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر، قال: سئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أي الصلاة أفضل؟ قال: "طول القنوت" [أخرجه مسلم (٧٥٦)]، بل وهو ظاهر حاله - صلى الله عليه وسلم - في صلاة الليل، اختار طول القيام على كثرة الركوع والسجود.

قال ابن نصر في قيام الليل (١٣٠ - مختصره): "وعن الحجاج بن حسان: سألت أبا مجلز - رَحِمَهُ اللّه -: أيما أحب إليك، طول القيام أو الركوع والسجود؟ قال: طول القيام، وقال شريك: كان يقال: طول القنوت بالليل وكثرة الركوع والسجود بالنهار، وهو قول يحيى بن آدم، وفي الأخبار المروية في صفة صلاة النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - بالليل دليل على اختياره طول القيام وتطويل الركوع والسجود، وذلك أن أكثر ما صح عن النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - أنه صلى من الليل ثلاث عشرة ركعة بالوتر، وقد صلى إحدى عشرة، وتسع ركعات، وسبع ركعات يطول فيها القراءة

<<  <  ج: ص:  >  >>